المشاولة.. مشروع مياه يشهد على فساد سلطة الإخوان في تعز

السبت 26 يونيو 2021 18:40:00
 "المشاولة".. مشروع مياه يشهد على فساد سلطة الإخوان في تعز

أضافت السلطة الإخوانية القابضة على مفاصل تعز، أحد مشروعات المياه في المحافظة، وتحديدًا في مديرية المعافر، إلى مسرح لجرائم فساد، تُمكن قيادات حزب الإصلاح من تكوين ثروات ضخمة.

فساد الإخوان هذه المرة يتعلق بمشروع مياه المشاولة العليا بمديرية المعافر الذي أطلق كعمل خدمي من قِبل الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، إلا أن السلطة الإخوانية تعمل على التربح من ورائه بشكل أثار غضب قطاعات عريضة من السكان، الذين اتهموا حزب الإصلاح بسيطرته على القطاعات والمؤسسات للتوسع في ارتكاب جرائم الفساد.

وتفرض القيادات الإخوانية التي تتولى إدارة مشروع مياه المشاولة، إتاوات كبيرة على السكان نظيره حصولهم على المياه، إلى جانب دفع قيمة اشتراك بشكل شهري.

وعلمت الوكالة الأمريكية بما يُرتكب من قِبل عناصر تنظيم الإخوان، وكان قد طلبت بتخفيض قيمة الاشتراك من 700 ريال إلى 400 ريال، إلا أن السلطة الإخوانية تجاهلت الطلب، ولا تزال حتى الآن تجني أرباحًا ضخمة عبر نهب أموال السكان.

وجاء هذا المشروع من قِبل الوكالة الأمريكية في ظل الفقر الحاد في المياه الذي تعانيه محافظة تعز، باعتبارها واحدة من أكثر المناطق التي تشهد ندرة للمياه، ما خلّف وضعًا إنسانيًا بائسًا، تتقاسم مسؤوليته المليشيات الحوثية المتهمة بقصف صهاريج المياه بشكل مستمر وتعطيل العمل في آبار المياه الجوفية، بالإضافة إلى السلطة الإخوانية التي مارست إهمالًا حادًا في مواجهة هذه الأزمة.

الفساد الإخواني في مشروع مياه المشاولة يضاف إلى سلسلة طويلة من جرائم الفساد التي ارتكبتها قيادات حزب الإصلاح في محافظة تعز، التي تشهد حاليًّا سخطًا عارمًا ضد تفاقم حدة الفساد على نحوٍ أحدث ترديًّا هائلًا أمام السكان.

ودائمًا ما يرتبط الفساد الإخواني بفرض الجبايات والإتاوات على السكان، فما حدث في مشروع مياه المشاولة يمثّل على دربٍ شبيه من قِبل السلطة التابعة للشرعية التي تتذرع بمبررات واهية لإجبار السكان على دفع الإتاوات.

وحتى شهر أبريل الماضي، جمع محور تعز التابع للإخوان نحو مليار ريال، من خلال فرض إتاوات على الموظفين بحجة محاربة الحوثيين، وذلك على الرغم من حالة الخمول التي تهيمن على جبهات تعز منذ عدة سنوات، إذ لم يتم الكشف عن مواجهة واحدة بين الطرفين، بما قدم دليلًا دامغًا حول عدم جرية الشرعية في الحرب على المليشيات المدعومة من إيران.

اختلاسات الإخوان طالت أيضًا أموالًا مخصصة لجرحى الحرب، فاستغل حزب الإصلاح سطوته وارتكب على مدار السنوات الماضية، أعمال نهب واسعة النطاق.

ووُجِّهت اتهامات مباشرة إلى قائد محور تعز، باختلاسه ثلاثة مليارات ريال من مخصصات اللجنة الطبية، ولم ينفق سوى 25 مليون ريال من بين 400 مليون ريال كانت مخصصة لعلاج الجرحى على وجه التحديد.

جرائم الفساد الإخوانية في تعز، أحدثت غضبة هائلة تُترجم حاليًّا في مظاهرات ضد السلطة الإخوانية التي لم تنجح في إخمادها، لا بالتنكيل والقمع أو عبر استجداء المتظاهرين بإطلاق وعود بإجراء عمليات تصحيحية.