بعد تحذير المشهد العربي.. علاقات الحوثي وهائل: المال مقابل الحماية
دهست المليشيات الحوثية الإرهابية، القانون ومنعت حجز أرصدة بنك التضامن الذي يرأس مجلس إدارته المدعو شوقي هائل سعيد، حفاظًا على مصالحهما المتقاطعة، لا سيّما على الصعيد المالي.
وأجرى هائل اتصالات مع قيادات حوثية من أجل وقف القرار الصادر بحجز أرصدة البنك، وقد استجابت المليشيات لطلباته وتدخلت بالفعل لمنع تنفيذ قرار حجز الأرصدة، وسمحت باستئناف سير العمل بشكل طبيعي.
تواصُل شوقي هائل مع الحوثيين وما أسفر عنه، يوثق حجم العلاقات المتجذرة التي تجمع بينهما، باعتباره أحد الروافد التي تدر على المليشيات أموالًا ضخمة، تدفع بشكل شهري، نظير السماح بعمل مجموعة شركات "هائل سعيد" وتغذية نفوذها وتحقيق المزيد من المكاسب.
وشوقي هائل يمثل فئة رجال الأعمال الذين يسيرون وراء مصالحهم الشخصية وتحقيق مزيد من المكتسبات دون السعي وراء قضية وطنية، وإزاء تعامله مع الحوثيين يلاحظ أنه يستخدم لغة ناعمة للغاية، ويرفض مثلًا توصيفهم بالمليشيات.
"نعومة" تعامل شوقي هائل تجلّت في الأساس في أعقاب القرار الصادر من قيادات حوثية بحجز أرصدة المليشيات، فالرجل حاول المحافظة على شبكة علاقاته مع المليشيات، ولجأ إلى التواصل مع القيادات البارزة سرًا من أجل التراجع عن هذه الخطوة.
واقعة بنك التضامن وتداعياتها من دهسٍ للقانون من قِبل الحوثيين وما حملته أيضًا من بناء جسور من التقارب بين إمبراطور المال وقيادات حوثية نافذة تبرهن على أن سلطة المليشيات في صنعاء لا تعرف القانون، كما أنها تراعي وتحافظ على رجال الأعمال الذين يزودونها بالأموال.
من ناحية شوقي هائل، فالرجل قدّم دليلًا شديد الوضوح حول حجم علاقاته مع الحوثيين، ومدى قوة التنسيق المشترك فيما بينهما، وبالتالي يكون قد فشل في إثبات الرواية التي حاول أن ينفي خلالها صلته بالحوثيين.
فبينما كان قد كشف "المشهد العربي" عن خفايا عودة شوقي إلى اليمن في وقت سابق من يونيو الجاري، وحجم علاقاته مع الحوثيين، والتوافقات التي تجمع بينهما لتسيير مصالحهما المشتركة.
عودة هائل ارتبطت بحجم النفوذ على الأرض، بمعنى أن الرجل يفتح باب التقارب مع أي طرف، شريطة أن يكون هذا التقارب ضامنًا لاستمرار نشاط مجموعة شركاته، بما يدر على الجانبين مكاسب وعوائد ضخمة.
كما أن عودة هائل لم تتعلق بدفاع عن قضية قومية، بقدر ما كانت بوصلته موجهة نحو تحقيق مصالح شخصية واقتصادية وسياسية وحمايتها، مقابل أمان من المليشيات الحوثية المدعومة من إيران، تضمنه شيكات الجبايات شهريًا.
كشف "المشهد العربي" أرّق شوقي هائل، فبعث ببيان نُشر من باب حق الرد، تحدث فيه عن أن زيارته لليمن دورية بحكم عمله، وزعم أنه تم التطرق إلى شخصه".
بيان "هائل" لم يتضمن أي رد لا سيّما حول علاقته بالحوثيين، وكان ذلك مفهومًا من الرجل بأنه يحاول ضمان استمرار علاقته بالحوثي تطبيقًا لمعادلة المال مقابل الحماية، كما أنه لم يتطرق في بيانه، إلى أي قضية يدافع عنها، ومن هنا أثبت الرجل أنه لا يريد خسارة أي طرف تحسبًا لأنْ تكون مصالحه مرتبطة به.