صحيفة لندنية تكشف أسرار وخفايا تصعيد الحكومة اليمنية في سقطرى وإفتعال الأزمات
كشفت صحيفة دولية يوم الأحد أسرار وخفايا تصعيد الحكومة اليمنية في جزيرة سقطرى وما وراء إفتعالها للأزمات في الأرخبيل الذي ظل لسنوات طويلة في سلة مهملات الحكومات المتعاقبة باليمن .
وقالت صحيفة العرب اللندنية أن التصعيد الكلامي لوزراء ومسؤولين في حكومة الرئيس اليمني الانتقالي عبدربه منصور هادي ضد الإمارات أثار استغرابا واسعا في الأوساط اليمنية، فضلا عن استغراب دول التحالف العربي، الذي يحقق تقدما ميدانيا كبيرا على جبهات مختلفة لتحرير اليمن واستعادة الشرعية التي اختطفها الحوثيون الموالون لإيران، فيما راوحت حكومة هادي مكانها لسنوات دون أن تحقق نجاحات تذكر.
وأضافت أن أوساط يمنية عبرت عن إستغرابها على التركيز على الإمارات عبر افتعال أزمة سقطرى وتضخيمها بالشكل الذي يهدف إلى التغطية على النجاحات التي تحققها المقاومة الوطنية اليمنية بقيادة العميد طارق صالح بدعم وإسناد مباشرين من القوات الإماراتية.
وتساءلت هذه المصادر عمّن يحرك هؤلاء المسؤولين في حكومة هادي الذين انبروا لمهاجمة الإمارات بشكل منظم، فيما هم يصمتون عن مهاجمة المتمردين الحوثيين، ويسعون إلى وقف تقدم النجاحات العسكرية الميدانية التي يشرف عليها التحالف العربي، خاصة في الساحل الغربي.
ونقلت عن محلليين تحذيرهم من أن الرئيس هادي، الذي أبقى على جبهة الساحل الغربي باردة لحسابات واضحة مع حزب الإصلاح الإخواني، يحاول افتعال أزمة في منطقة بعيدة للتغطية على إخفاقات حكومته وفشلها في إدارة معركة التحرير.
لافتة أن المفارقة تكمن في أن العميد طارق صالح المدعوم إماراتيا، يقود قوة من ثلاثة آلاف مقاتل فقط، واستطاع تغيير المعادلة على الأرض في أسابيع قليلة، في حين أن عشرات الآلاف من المحسوبين على جيش هادي والإصلاح لم يتقدموا أمتارا في المنطقة، وظلوا يرهنون التحرير لشروطهم وحساباتهم الخاصة بحسب المحلليين .
وأوضح المحللون بحسب الصحيفة إن الحملة التي ينفذها محسوبون على حزب الإصلاح في حكومة هادي ضد الإمارات لا تكتسب أي صدى بحساب الأرقام والمعطيات، فالإمارات قامت بدور فعال على مستويات مختلفة عسكريا في مواجهة الحوثيين والقاعدة، وتدريب وتأهيل قوات الأمن اليمنية، فضلا عن تقديم كافة الخدمات الإنسانية والصحية في المناطق المحررة التي كان يفترض أن تقدمها حكومة هادي، والتي يبدو أنها تحصر دورها في تعطيل دور التحالف العربي والهجوم على دوله لأجندات وحسابات غير يمنية.
وأكدت الصحيفة وجود علاقة وطيدة بين أجندة قطر وجماعة الإخوان وبين المعارك الهامشية التي تختلقها عناصر محسوبة عليهما من داخل الحكومة اليمنية، تتعمد الإساءة لجهود التحالف العربي والتشكيك في نواياه.
واختلقت دوائر سياسية وإعلامية مقربة من قطر خلال الأيام الماضية العديد من القضايا التي دأبت على استحضارها في منعطفات سياسية مهمة وفي مقدمتها الترويج لوجود مطامع مزعومة للإمارات في جزيرة سقطرى اليمنية.
ووفقاً لمصادر الصحيفة فإن الوجود العسكري الرمزي للتحالف لا يستدعي الزوبعة الإعلامية التي عملت قطر وجماعة الإخوان على تأجيجها ومنحها أبعادا مختلفة تصب في خانة الإساءة للتحالف العربي وشيطنة دوره في اليمن.
وأشارت المصادر إلى أن قوات تابعة للنخبة السقطرية التي تلقت تدريبا من قبل التحالف العربي قامت بالانتشار في بعض المرافق الحكومية بغرض تأمينها وهو ما أثار حفيظة حزب الإصلاح الذي كان يعمل على تعزيز وجوده في محافظة أرخبيل سقطرى تحت غطاء رسمي.
ونقلت الصحيفة عن مراقبين سياسيين إتهامهم حزب الإصلاح الذي يتمتع بنفوذ كبير داخل الشرعية بالعمل على توتير العلاقة مع التحالف العربي، لخدمة أهداف وأجندات النظام القطري والتنظيم الدولي للإخوان.
ولفت المراقبون إلى وجود خلفيات متعددة لحالة التصعيد التي ترتفع وتيرها من داخل حكومة هادي بين الحين والآخر ضد التحالف العربي وخصوصا دولة الإمارات، وهو الأمر الذي بلغ ذروته مع ظهور مؤشرات على قرب انكسار المشروع الإيراني في اليمن، في ظل الانتصارات التي تحققها المقاومة الوطنية في جبهة الساحل الغربي بقيادة العميد طارق صالح وتضييق الخناق على الحوثيين من عدة محاور في محافظة صعدة.
مشيرة بأن الحملة الإعلامية الإخوانية المتعقلة بسقطرى جاءت بالتزامن مع حلول موعد استحقاقات تسليم المقار الحكومية التي كان يفترض أن يقوم حزب الإصلاح بإخلائها وإعادتها للسلطة المحلية في تعز، عقب التزام كتائب أبوالعباس، بتسليم المؤسسات الحكومية التي كانت تحت سيطرتها.
ويعتقد مراقبون للشأن اليمني أن سياسة الفوضى الخلاقة التي يتبعها إخوان اليمن بشكل متصاعد، مرتبطة إلى حد كبير بمشاريع داخلية وخارجية، تستهدف خلط الأوراق من أجل خلق واقع جديد على الأرض يخدم توجهات وسياسات حزب الإصلاح ومن خلفه الرؤية القطرية التي تعمل على التقريب بين الحوثيين والإخوان في اليمن لاستهداف أمن المنطقة.
ورد ناشطون يمنيون على حملات الإساءة للدور الإماراتي في تنمية أرخبيل سقطرى اليمني من خلال إطلاق وسم “الإمارات سند سقطرى” عبروا فيه عن امتنانهم وتقديرهم لدور الإمارات في تقديم يد العون لسكان الجزيرة التي تضررت بفعل الأعاصير والحرب التي أشعلها الحوثي في اليمن منذ العام 2015.