أزمة سقطرى.. قتال حوثي في خندق الإصلاح لإخفاء الارتباك من انتصارات الساحل الغربي

الأحد 6 مايو 2018 19:11:05
أزمة سقطرى.. قتال حوثي في خندق الإصلاح لإخفاء الارتباك من انتصارات الساحل الغربي

دخلت ميليشيا الحوثي، خط السجال الدائر بشأن جزيرة سقطرى، داعمة تحرك حزب الإصلاح، الإسلامي، ومن خلفه قطر، لإثارة تهويمات بدافع ابتزاز دول التحالف العربي بقيادة السعودية.

وعكست تعليقات قيادات وناشطي جماعة الحوثي، تناغما كبيرا مع موقف أتباع حزب الإصلاح المؤجج ضد وجود قوات التحالف العربي في اليمن، تحت غطاء المزاعم الإخوانية بشأن جزيرة سقطرى.

بيد أن اللافت في ردود القيادات الحوثية، هو انسلالها وسط المعارك الإعلامية إلى الربط بين رفض وجود دولة الإمارات العربية، في سقطرى وكذا في جبهة الساحل الغربي لليمن، خاصة في مدينة المخا غربي تعز.

ولم يتوقف الموقف الحوثي عند رفض الوجود الإماراتي في جزيرة سقطرى، بل تجاوز ذلك إلى الإشادة بموقف حزب الإصلاح، واعتباره "صحوة متأخرة"، وأيضاً إلى حشر تواجد أبو ظبي في جبهة الساحل الغربي، في سياق المعمعة.

في هذا السياق، غرد الناشط الحوثي إبراهيم السراجي، تعليقا على الضجة المثارة بشأن سقطرى قائلاً: "ليس الفار هادي وحكومته من بيدهم رفض احتلال الإمارات لجزيرة سقطرى.. ما يحدث له أبعاد أخرى".

يضيف: "فالمرتزق بن دغر ذهب إلى المخا كضيف وفوق رأسه صور حكام الإمارات... فهل من يقبل احتلال المخا وموزع وغيرها سيرفض احتلال سقطرى؟"، حد قوله.

الإمارات "مشكلة الإصلاح والحوثي في المخا"

وعكست تعليقات أتباع ميليشيا الحوثي، إيحاءات صريحة، بأن مشكلة حزب الإصلاح والميليشيا على حد سواء، ليست في الوجود الإماراتي في جزيرة سقطرى، وإنما في الإسناد الميداني الكبير لقوات المقاومة الوطنية في جبهة الساحل الغربي لليمن.

وبدخول قوات المقاومة الوطنية، خط المعارك في الساحل الغربي لليمن، ارتفع منسوب نزيف الحوثيين، وسط خسائر بشرية وميدانية كبيرة.

وانعكس النزيف الحوثي على الأرض، في حالة ارتباك لدى ناشطي الجماعة على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ ارتفعت الأصوات الحوثية بالصراخ تارة للتحريض ضد وجود الإمارات في المخا، وتارة أخرى بترويج الإشاعات.

ومع أن أتباع ميليشيا الحوثي، يواظبون على التقليل من أهمية الدور العسكري الذي تلعبه قوات المقاومة الوطنية إلى جانب المقاومة الجنوبية والتهامية، في جبهة الساحل، إلا أنهم لا يجدون مكانا ملائما لإخفاء قلقهم البالغ إزاءها، خاصة من تآكل خارطة سيطرتهم الميدانية يوما عن آخر.

ويلحظ أن ميليشيا الحوثي وجدت، في الضجيج المثار بشأن سقطرى فرصة مواتية للتحريض على وجود قوات التحالف العربي والتشكيلات العسكرية المدعومة منها في المخا.

ويعزز هذه البديهية، مواقف أطلقها ناشطون حوثيون، ترفع "يافطة السيادة"، للإفصاح عن تكتيك خبيث يدفع باتجاه تحويل بوصلة الموقف الإخواني الرافض للتواجد الإماراتي في سقطرى إلى المخا.

ولعل إخوان اليمن، منحوا الحوثية، مبررا تحتاجه لتسويغ حربها ضد اليمنيين، بإثارة تهويمات عدمية حيال سقطرى.