انتفاضة شبوة ومسيرة سيئون.. استفتاء شعبي لرحيل المحتل واجتثاث الإرهاب
رأي المشهد العربي
"رحيل المحتل الغاصب وقطع دابر الإرهاب".. رسالة الجنوب التي تعجز قوى الاحتلال اليمنية عن فهمها؛ وتتغابى متعمدة لعدم التعاطي مع أهم دروسها، وهو أن الزمن يدور، وأن فجر الحرية والاستقلال سيبزغ على الجنوب من جديد، وأن كل مجرم في حق الجنوب سيحاسب على دماء الأبرياء التي أهدرها، والثروات التي سرقها.
أشهدَ شعب الجنوب، من خلال انتفاضة شبوة وحشود سيئون المليونية في يوم الأرض الجنوبي، العالم كله على كلمته المصيرية، فيما يمكن اعتباره قرارات صدرت بالإجماع في ما يشبه الاستفتاء الشعبي، ولا مجال لردها، أو تأجيلها، أو التنازل عنها بأي حال، مهما تكن التضحيات.
أصبح العالم يدرك عن يقين أن شعب الجنوب يقف صفا واحدا وراء قيادته ممثلة في المجلس الانتقالي الجنوبي، برئاسة عيدروس الزُبيدي، الذي لم يدخر جهدا، أو يترك فرصة سانحة دون أن يطرح من خلالها قضية الجنوب، حتى نقلها من المحلية إلى العالمية، بعد أن أدركت القوى المحبة للسلام في العالم عدالة القضية الجنوبية، وفتحت أبوابها أمام وفود الانتقالي، لتستمع منها مباشرة إلى أبعاد القضية في مناسبات عديدة، تقديرا لمصداقيتها، وسعيها المخلص في سبيل استقرار المنطقة وأمنها وسلامها.
في الوقت نفسه؛ فضحت انتفاضة شبوة ومسيرة سيئون المليونية إرهاب الشرعية الإخوانية، التي انساقت وراء أطماعها وإرهابها ومؤامراتها التي لا تكف عن تكرارها.
تلطخت سمعتها بالمزيد من انتهاكاتها، وتلوثت أيديها بدماء ضحاياها الذين أطلقت عليهم نيران أسلحتها الثقيلة بعد أن حاصرتهم بدباباتها ومصفحاتها، ثم اعتقلتهم، وقادتهم إلى سجونها المخصصة للتعذيب والإخفاء القسري، وسط استنكار المجتمع الدولي تلك الأساليب القمعية الوحشية.
وفي تحرك عاجل، طالبت الإدارة العامة للشؤون الخارجية بالمجلس الانتقالي الجنوبي سفراء مجموعة الـ 18 الراعية للعملية السياسية بإدانة الاعتداءات الغاشمة، والأعمال الإجرامية الشنيعة، والانتهاكات والممارسات المتطرفة لمليشيات الشرعية الإخوانية بحق المدنيين العزل في شبوة.
وأوضحت، في رسائل إلى هؤلاء السفراء، أن ممارسات الشرعية الإخوانية تمثل تعديا صارخا على كل القوانين والأعراف الدولية والإنسانية، وتكشف دورها المقوض لتنفيذ اتفاق الرياض، وتجاهل أحقية شعب الجنوب في التعبير السلمي، وتحديد مستقبله وتقرير مصيره.
أسمع شعب الجنوب العالم كله كلمته، وبقي أن تسارع القوى المحبة للسلام في العالم إلى مزيد من دعمها وتأييدها مطالبه المشروعة، وتشمل: تنفيذ اتفاق الرياض كاملا غير منقوص، ورحيل المحتل الغاصب ممثلا في مليشيات الشرعية الإخوانية الإرهابية، وتطهير الجنوب من جميع التنظيمات الإرهابية، وطرد مجلس نواب الشرعية الإخوانية الإرهابية من حضرموت.
كما تشمل رحيل قوات المنطقة العسكرية الأولى التابعة لمليشيات الشرعية الإخوانية الإرهابية من وادي حضرموت، لتورطها في جرائم القتل والتقطع والاختطاف، وسحب مليشيات الشرعية الإخوانية إلى جبهات القتال ضد مليشيات الحوثي الإرهابية، وإسناد مهمة حفظ الأمن إلى النخبة الشبوانية والنخبة الحضرمية، وإطلاق سراح المختطفين من المواطنين والقيادات السياسية والعسكرية لدى مليشيات الشرعية الإخوانية.
وسوف تشهد الأيام المقبلة المزيد من انتصارات شعب الجنوب بعد أن جدد تعهده بعدم التخلي عن الحق في استعادة دولة الجنوب كاملة السيادة من المهرة شرقًا إلى باب المندب غربًا.