الشرعية تغطي خسائرها في شبوة وحضرموت باستهداف لحج
رأي المشهد العربي
مازالت أصداء انتفاضة الجنوب ضد الشرعية الإخوانية الإرهابية في محافظتي شبوة وحضرموت تُلقي بظلالها على أوضاع المليشيات الإرهابية في الجنوب، بعد أن اصطدمت بطوفان من الغضب لم تتمكن من التعامل معه، وأضحت في موقف نتيجة فشلها في ترهيب المواطنين بالسلاح والقوة الغاشمة دون أن يكون لديها القدرة على وأد المسيرات والاحتجاجات التي طافت العديد من المديريات.
تحاول الشرعية توجيه دفة حضورها العسكري إلى مناطق بعيدة عن التي شهدت احتجاجات صاخبة ضدها، واختارت هذه المرة محافظة لحج لحشد المرتزقة باتجاهها عبر محافظة تعز الواقعة تحت سيطرتها ويفصلها عن الجنوب طريق عمومي طويل تسعى لإصلاحه من أجل تسهيل عمليات النزوح التي تقوم بها لأغراض إرهابية.
استدعت مليشيات الشرعية الإخوانية أمس السبت مرتزقة من محافظة تعز اليمنية، إلى مدينة طورالباحة في محافظة لحج، وطلب القيادي في المليشيا الإخوانية، الإرهابي المدعو أبوبكر الجبولي، قائد ما يسمى محور طورالباحة، تعزيز عناصره بمرتزقة من تعز تمهيدًا لمحاولة التمدد في أراضي الجنوب.
ويخطط التنظيم الإخواني الإرهابي لمحاصرة المديرية، بالتزامن مع استحداث مواقع في حصن المدحر وحجار المعجاز على جبال ذنوبة وارف المطلة على المديرية، بالتزامن مع تحركات حوثية أخرى على حدود مديرية يافع لتحقيق الهدف ذاته، بما يؤدي إلى إشعال جبهات عديدة عبر أطراف إرهابية مختلفة جميعها تتفق على عداء الجنوب والسيطرة على مقدراته.
تستهدف الشرعية وراء حشد مرتزقتها إلى لحج تحقيق أكثر من هدف، إذ أنها تضع عقبات جديدة أمام محاولات التحالف العربي استئناف مفاوضات اتفاق الرياض مرة أخرى، وتعمل على تخريب التحركات الدبلوماسية الفاعلة للمملكة العربية السعودية للتوجه باستكمال باقي بنود الاتفاق مستخدمة التصعيد العسكري كوسيلة مناسبة تحقق أهدافها، لإدراكها بأن إثارة الفوضى في لحج لن يكون مواتيا لأي تفاهمات سياسية بينها وبين المجلس الانتقالي الجنوبي.
يشكل الوجود في لحج تهديدا مباشرا للعاصمة عدن بفعل المساحة القصيرة بين المحافظتين، بما يشي بأنها تستهدف تغيير موازين القوى العسكرية على الأرض لبعثرة أوراق اتفاق الرياض مجددا، وتحقيق هدفها الذي طالما حاولت تحقيقه عبر إدخال تعديلات جذرية على بنوده الأساسية بما يضمن هيمنة أكبر لمليشيات الإخوان الإرهابية.
الهدف الثاني الذي تسعى لتحقيقه يتمثل في لفت الأنظار عن الجرائم التي ارتكبتها خلال الأيام الماضية في شبوة وحضرموت، عبر تسليط الضوء على منطقة جغرافية أخرى في الجنوب بعيدا عن حالة الغضب الشعبي في المناطق التي شهدت احتجاجات واسعة، بما يؤدي في النهاية لاستمرار التوتر في الجنوب وهو أمر يشكل أسلوبا راسخا بالنسبة لها لإثناء المجلس الانتقالي عن تحقيق أهدافه السياسية والأمنية.
تعول الشرعية على وجود المحافظ الموالي لتنظيم الإخوان الإرهابي المدعو أحمد تركي لتمرير مخططها، بعد أن عمد الأخير على تهيئة الأوضاع المواتية داخل المحافظة لنشر الفوضى، وعمليات التقطع والاختطاف التي انتشرت بشكل واسع في مناطق متفرقة خلال الأسابيع الماضية، إلى جانب موافقته على مخطط تعمده إثارة الأزمات الخدمية لشغل المواطنين عن المؤامرات التي تحاك ضدهم.
وكذلك موافقته على فكرة خبيثة تحت غطاء إطلاق مشروع تطوير وتأهيل الطريق بين محافظتي لحج وتعز، كبوابة لاجتياح مليشيات الشرعية الإخوانية للمحافظة.