التصعيد الحوثي: انتهاكات في استقبال المبعوث الأممي الجديد
على طريقتها المعروفة وبأساليبها الإرهابية البغيضة، استقبلت مليشيات الحوثي الإرهابية إعلان منظمة الأمم المتحدة تعيين السفير هانس جروندبيرج مبعوثًا أمميًا جديدا إلى اليمن، بالانتهاكات والجرائم التي تقوض جهود إرساء السلام قبل أن تبدأ.
بدأ المبعوث الأممي الجديد لليمن أول يوم في منصبه بالتزامن مع إعلان تورط مليشيات الحوثي الإرهابية في 60 خرقا وانتهاكا للهدنة الأممية في محافظة الحديدة في يوم واحد فقط.
ووثقت القوات المشتركة اعتداءات مليشيات الحوثي المدعومة من إيران، جنوبي الحديدة، عبر إطلاق طائرات مسيرة وشن هجمات بالمدفعية والأسلحة المتوسطة والقناصة.
يحمل التصعيد الحوثي المستمر جملة من الدلالات أبرزها أن المليشيات لا تجد ما يرغمها على السير في عملية السلام، في ظل عدم وجود رغبة جادة من قبل المجتمع الدولي لإيجاد حل شامل للأزمة، إضافة إلى إفساح مليشيات الشرعية الإخوانية المجال أمام تمكين الحوثيين من بعثرة أوراق الحل كلما كانت هناك مبادرات.
يرى محللون أن وجود مبعوث أممي جديد أو عدم وجوده لن يفرق كثيرا، في ظل غياب رؤية شاملة وحلول جذرية يمكنها التعامل مع معطيات الأحداث، وما يجري على أرض الواقع من انتهاكات حوثية ومخطط نهب ثروات البلاد.
بات واضحا أن الجهود الحالية في التعامل مع الانتهاكات الحوثية مصيرها الفشل المحتوم، طالما تستند على طرح مبادرات للسلام دون أن يكون هناك حل يتضمن حفظ الحقوق التاريخية لدولة الجنوب العربي، ودون ضغوطات كبيرة على العناصر المدعومة من إيران، وإدانات واضحة لمساعي الشرعية الإخوانية بأنها أداة الاحتلال اليمني لإطالة أمد الصراع.
المليشيات الحوثية مستمرة في التصعيد، لتضمن فشل الأمم المتحدة في تمرير خطتها للسلام، واختارت تصعيدها هذه المرة على نحو أكبر في ظل تعيين مبعوث أممي جديد، ومن قبله جولة أمريكية جديدة يقودها وزير الخارجية أنتوني بلينكن الذي تواجد في الرياض بنفس توقيت زيارة نائب المبعوث الأممي.
انتهاكات المليشيات المدعومة من إيران استهدفت الملاحة البحرية في باب المندب عبر محاولتها استهداف سفينة تجارية سعودية بطائرة مسيرة، كما استهدفت أراضي سعودية بالمسيرات لولا تصدي قوات التحالف العربي.
انتهاكات المليشيات الحوثية استهدفت التأكيد على إفشال مبادرات السلام حتى وإن طرحت في مرحلة جديدة من المباحثات تقودها الولايات المتحدة من خلال وزير خارجيتها ومبعوثها إلى اليمن تيموثي ليندركينج، إلى جانب الأمم المتحدة ممثلة في مبعوثها الجديد.
ولا يختلف موقف الشرعية الإخوانية الإرهابية عن مليشيات الحوثي من تعيين هانس جروندبيرج مبعوثا خاصا للأمين العام للأمم المتحدة لليمن، الأمر الذي يكشف تواطؤ الشرعية الإخوانية وحزب الإصلاح الإخواني الإرهابي مع المليشيات المدعومة من إيران.
وفي إطار هذا المناخ الإرهابي المفضوح لم يكن مستغربا أن تروج عناصر إخوانية إرهابية مزاعم كاذبة عن فشل المبعوث الأممي الجديد قبل أن يبدأ ممارسة عمله، ليخدموا بذلك التصعيد الحوثي، ومساعي محور الشر التركي القطري الإيراني.