#نسويات_يمنيات يكسرن الصمت المطبق على تويتر
بدأت المطالبات بالحقوق
#نسويات_يمنيات، هاشتاغ يمني نشط على تويتر منذ أيام “مليء بالغضب”، وفق وصف إحدى المغردات التي أضافت أن “الغضب ليس خطأ… الخطأ أن تقول للنساء (ينبغي) ألا تغضبن على الوضع البائس وترضين بالقمع. مرحبا بغضبكن”.
وقد أعطى الهاشتاغ باللغة العربية إضافة إلى آخر باللغة الإنكليزية #yemenifeminists إشارة البداية لنشاط الحركة النسوية في اليمن. ودشن حساب على تويتر يحمل نفس الاسم لا يحظى بمتابعة مكثفة حتى الآن.
ويقول الحساب في تغريدة إنه في ظل الوضع السيء لليمن حاليًا، فإن نشر التوعية في وسائل التواصل الاجتماعي له تأثير إيجابي على النشاط الميداني مستقبلًا لحماية المرأة اليمنية ودعمها.
وفي اليمن، تشكل مواقع التواصل الاجتماعي بدائل حاسمة لدى كثير من اليمنيين بالنظر إلى وسائل الإعلام التقليدية الغائبة بسبب التضييق والإغلاق والملاحقة التي يتعرض لها الصحافيون ووسائل الإعلام من قبل مليشيات الحوثيين.
وتختلف نسبة التفاعل من وسيلة اجتماعية لأخرى، ففيسبوك وواتسآب يحظيان بشعبية بين اليمنيين أكثر من تويتر ويوتيوب وانستغرام، وفقاً لدراسة تحليلية في أزمة الحرب حول نسب متابعة وسائل التواصل الاجتماعي في اليمن.
وتحاول اليمنيات استثمار فورة الشبكات الاجتماعية لتحقيق البعض من المكاسب.
وأتاحت الإنترنت للنساء اليوم فرصة تاريخية لرفع أصواتهن، ولو بمعرفات وأسماء وهمية في بيئة اجتماعية لا ترحم المرأة. وكتبت مغردة “وأخيرا بدأت النساء اليمنيات بالتحرك! سنواجه بعض الصعوبات من مجتمعنا الهمجي لكن لنكن معا يدا بيد لأخذ حقوقنا”.
وشرحت أخرى قائلة “تعاني المرأة اليمنية من سيطرة العقلية الذكورية والعقلية الإيمانية (تماس العقل الديني مع المجتمع بعاداته وتقاليده وموروثه الثقافي وأهواء ومصالح أفراده)، وهي بذلك شريحة تابعة لا تتمتع بحقوقها الإنسانية ولا المدنية ولا السياسية”، مضيفة “ومن تمتلك النضج والشجاعة تجابه معركة شرسة”.
وقالت معلِّقة إن اليمن أكثر بلد يحتاج إلى الحركات النسوية، فالنظام الاجتماعي القميء يحتاج إلى انتفاضة.
وتعيش المرأة في اليمن -وهي مكبلة بالعادات والتقاليد التي تسيطر على المجتمع- ظروفا أقل ما يقال عنها إنها مزرية ومعقدة تدفع النساء ضريبتها بشكل يومي؛ إذ كشف تقرير -حول أوضاع النساء في 142 دولة من الناحية الاقتصادية والأكاديمية والسياسية والعنف والرعاية الطبية، ونشره المنتدى الاقتصادي العالمي- احتلال اليمن للمركز الأخير في العالم، في ما يتعلق بحقوق المرأة، ونسب إلى هذا البلد لقب أسوأ دولة يمكن أن تولد فيها النساء.
في الحقيقة مشكلة التمييز ضد المرأة منتشرة في جميع بلدان المنطقة العربية ما يمكن تفسيره بخضوع الأمر لقواعد صارمة مستمدة من الشريعة الإسلامية، راسخة جزئيا في التعامل التقليدي للرجل مع المرأة.
ورغم ذلك تعرضت المغردات المشاركات ضمن الهاشتاغ إلى التشهير والسباب.
وقالت مغردة تدعى ريما “كل من يلاحق النسويات ومتفرغ للرد عليهن وعلى مطالباتهن جبان وخروف ومدلس، يترك أس الفساد ورأس الأمر ويلاحق نساء يطالبن بالحياة”.
وتساءلت أخرى “المعارضون لصوت النسويات (أسألهم) أين الخطأ في الموضوع؟ لِمَ نطالب بتجريم زواج القاصرات؟ لمَ نطالب بتعليم المرأة؟ لمَ نطالب بأن تكون لها حرية الاختيار في حياتها؟”.
في المقابل أكدت مغردة “اكتشفت عبر هاشتاغ #نسويات_يمنيات أن أجمل مكان في اليمن هو تويتر. الأفكار الموجودة هنا صدمتني وأعادت لي الأمل في إمكانية أن يكون اليمن في يوم من الأيام أفضل”.
وغردت الناشطة النسوية السعودية سعاد الشمري في هذا الهاشتاغ جملة من المآسي.
يذكر أن الهاشتاغ عرف مساندة كبيرة من السعوديات اللاتي يخضن معركة منذ مدة لانتزاع حقوقهن. ويعتبر إسقاط الولاية المطلب الأبرز.
وقالت مغردة سعودية “سبحان الله الذكور في الوطن العربي واحد طبق الفكر”.
وأضافت سعودية أخرى “ردة فعل الشباب (في اليمن) مشابهة جدا لردة فعل الشباب عندنا، ابقين قويات يا بنات ولا تكتفين بتويتر، انشرن الوعي بالواقع”.
وروت بعض المغردات اليمنيات تجارب شخصية مررن بها في حياتهن. وقالت إحداهن “أختي الكبيرة زوجوها وهي طفلة غصبا عنها. دفنوا موهبتها وحرموها من مواصلة دراستها بحجة أن المرأة عورة! أختي اليوم مطلقة ومعها طفلان وكل يوم تبكي”.
وقدمت بعضهن وصفة “التحرر” وكتبت مغردة “رددي هذه العبارة عشر مرات يومياً عند الاستيقاظ والنوم: المرأة كالدولة إن لم تنفق على نفسها بمالها فقرارها ليس بيدها”.
وأضافت “#نسويات_يمنيات، قرأت في المدرسة عبارات التفرقة ‘سعاد تكنِس وأحمد يقرأ’، ‘زينب تطبخ وسعد يكتب’، كافحتُ بعدها لأتحرّر من عبودية الكنس والطبخ وأنتزع حقّ القراءة والكتابة”.
وقالت مغردة أخرى “#نسويات_يمنيات، أبسط الحقوق التي نطالب بها حاليا: أولا، رفع الوصاية الجنسية عن المرأة ومنع زواج القاصرات وسلب طفولتهن. ثانيا، النظر إلى قضايا المعنفات وردع المعنفين. ثالثا، منع قتل المرأة بسبب قضايا الشرف. رابعا، توفير التعليم والبيئة المناسبَيْن للمرأة وعملها واستقلاليتها”.
وتهكمت مغردة قائلة إن بعض البنات يحببن أن يكن مستعبدات! مضيفة ” لا تفرضي أفكارك على الحرائر، لك الحق في أن تظلي جارية ولنا الحق في أن نكون حرائر”.
وعبّرت مغردة باسم خلود عن سعادتها بقولها أنا “سعيدة جدًا بهذه الهاشتاغات على غرار #علمانيون_يمنيون و#نسويات_يمنيات وإن كان عدد المشاركين قليلا، وإن واجهنا الرفض؛ فمشوار الألف ميل يبدأ بخطوة، وهذه خطواتنا الأولى، ونحن مستمرات وسنحارب من أجل تحقيق أهدافنا”.