انتصارات معارك الساحل الغربي تفرض معادلات جديدة.. والميليشيات تسحب مقاتليها من ثلاث محافظات

الاثنين 14 مايو 2018 16:04:18
انتصارات معارك الساحل الغربي تفرض معادلات جديدة.. والميليشيات تسحب مقاتليها من ثلاث محافظات

تشهد جبهة الساحل الغربي اليمني، إحدى أهم جبهات تحرير اليمن من مليشيا الحوثي، تحولات سريعة، نتيجة تضافر عدد من العوامل أبرزها: دخول قوات محترفة عالية التدريب والتنظيم والتسليح، المعركة، والدعم الكبير الذي تقدمه القوات الإماراتية العاملة ضمن التحالف، وهو ما أضعف قدرات المتمردين وقيد حركتهم.

وفرضت قوات المقاومة الوطنية (حراس الجمهورية) بقيادة العميد طارق صالح، المسنودة بألوية العمالقة الجنوبية والمقاومة التهامية واقعا جديدا على الأرض من خلال تحقيق سلسلة متسارعة من الانتصارات، وضعتها على أعتاب ميناء الحديدة الاستراتيجي، ويقول خبراء إن هذه القوات تعطي أملا جديدا لليمنيين في إمكانية الخروج من الأزمة.

ومن واقع العمليات العسكرية التي تسير وفق خطط مرسومة وما أحرزته من نجاح وتأمين مواقع استراتيجية ومديريات مهمة في الساحل الغربي، رجح خبراء عسكريون أن تكون معركة تحرير الحديدة خاطفة وسريعة بالنظر إلى الأداء الذي أظهرته قوات حراس الجمهورية وألوية العمالقة والمقاومة التهامية، والتي تتميز باتباع تكتيكات عسكرية متطورة تتضافر مع العقيدة القتالية لقوام تلك القوات، التي تتكون من عناصر عسكرية عالية التدريب والانضباط.

وأكد الخبراء، أن تحرير الحديدة سيضمن استعادة أمن الملاحة وتجفيف منابع التهريب القادم من إيران.

ويرون أن هناك معطيات جديدة على الأرض تصب في صالح معركة تحرير الحديدة، أولها تغير المزاج الدولي الذي كان في السابق يضغط لإبقاء ميناء الحديدة في قبضة الحوثيين بالرغم من كونه أهم ميناء لتهريب الأسلحة الإيرانية.

وقال خبير أمريكي مختص بالتحليلات العسكرية وشؤون المنطقة العربية، لوكالة “خبر” عبر البريد الالكتروني، “إن التحالف تردد في الهجوم على الحديدة لعدة أشهر بسبب المخاوف الإنسانية، لكن مع تزايد الهجمات الحوثية، أضحت السعودية والإمارات عازمتين الآن أكثر من أي وقت مضى على انتزاع الميناء الاستراتيجي من قبضة الحوثيين”.

وحررت القوات المشتركة، المشكلة من ألوية العمالقة وقوات المقاومة الوطنية (حراس الجمهورية) والمقاومة التهامية، الأحد، ميناء الحيمة شمال مديرية الخوخة جنوبي محافظة الحديدة على الساحل الغربي لليمن، في خطوة جديدة باتجاه استكمال تحرير الشريط الساحلي اليمني، وذلك بعد سلسلة الانتصارات التي حققتها على مدار الأيام الماضية.

وحررت ألوية العمالقة، الأحد 13 مايو/أيار 2018، ميناء الحيمة العسكري في مدينة الخوخة من أيدي مليشيا الحوثي، بالتزامن مع تأمين قوات المقاومة الوطنية والتهامية لمنطقة قطابة الاستراتيجية القريبة من ميناء الحيمة العسكري.

وأكد مصدر عسكري، أن القوات المشتركة تعمل بوتيرة متسارعة وفقاً لخطط مدروسة واستراتيجية لتحرير الساحل الغربي من أيدي مليشيا الحوثي.

وأوضح المصدر، أن قوات المقاومة الوطنية والتهامية التحمت مع قوات ألوية العمالقة في ميناء الحيمة العسكري وبدأت بالتقدم صوب مدينة الحديدة وفقا للخطة المرسومة.

وجاءت عملية تأمين ميناء الحيمة العسكري بالخوخة ومنطقة قطابة الاستراتيجية غداة يومين من تأمين ألوية العمالقة لمعسكر العمري في مدينة ذباب، وتأمين مديرية الوازعية وموزع.

وسببت تلك الانتصارات انهيارا كبيرا في صفوف مليشيا الحوثي، التي تقول مصادر عسكرية إن تركيزها أصبح منصبا بشكل رئيسي على رص صفوفها للدفاع عن العاصمة صنعاء والمحور المتجه غربا صوب مدينة الحديدة حيث الميناء الاستراتيجي الواقع على ساحل البحر الأحمر والذي يعتبر بمثابة آخر شرايين إمداد الحوثيين بالمؤن.

وتحدثت تقارير إخبارية عن حالة من التخبط الشديد في صفوف مليشيا الحوثي جراء خسائرها الجسيمة على جبهة الساحل الغربي، حيث اضطرت لسحب مسلحيها من جبهات صرواح وعمران وحجة ومأرب في محاولة لمواجهة التقدم المتسارع نحو الحديدة التي تمثل شريان حياة للمليشيا.

وطالت خسائر الحوثيين مقدراتهم المادية والبشرية، وكان أكثرها تأثيرًا خسارتهم لجملة من القيادات من مختلف المستويات حيث مكنت عمليات نوعية للتحالف العربي من اصطياد قائمة طويلة من تلك القيادات السياسية والميدانية.

وكشف مصدر من العاصمة صنعاء، عن ارتفاع غير مسبوق في عدد القتلى بين القيادات الحوثية في شهر أبريل الماضي.

وقال المصدر، إن الحوثيين يتكتمون على خسائرهم، مبينا أن أغلب القيادات التي قتلت في الأسابيع الماضية، دفنت بشكل عاجل خشية تسرب معلومات عن مصرعها إلى جبهات القتال، بما سيكون له أسوأ الأثر على معنويات المقاتلين.

ويأتي التقدم صوب الحديدة بعد التقدم الكبير في استعادة مديريات تعز وفك الحصار المضروب على المحافظة المشرفة على مضيق باب المندب من قبل ميليشيا الحوثي.

وواصلت القوات الحكومية، الأحد، تقدمها في تعز حيث أفضت معارك عنيفة دارت بين مليشيا الحوثي وألوية العمالقة تحت غطاء من مروحيات الأباتشي ومقاتلات التحالف، إلى محاصرة مدينة البرح بشمال غرب المحافظة. وستكتسي استعادة البرح أهمية في مسار معركة تعز كونها من آخر مواضع سيطرة ميليشيا الحوثي على مناطق المحافظة المنفتحة على البحر الأحمر.

وتمثل هزائم الحوثيين على جبهة الساحل الغربي جزءا من التبدلات الميدانية الكبيرة في مسار الحرب باليمن ككل، باتجاه إنهاء سيطرة المليشيا الموالية لإيران على المناطق اليمنية، وصولا إلى تحرير الحديدة وصنعاء.

وشملت تلك التبدلات محافظة البيضاء بجنوب شرق صنعاء، حيث تمكنت قوات الجيش والمقاومة من تحرير مواقع استراتيجية جديدة في عزلة الوهبية بمديرية السوادية شمال شرق المحافظة.

كما تم تحرير الخط الرابط بين البيضاء وشبوة والذي يصل بين مديرية بيحان ومفرق فضحة الاستراتيجي.

وفي شمال اليمن، استعادت القوات اليمنية المدعومة من التحالف العربي المزيد من الأراضي في محافظة صعدة المعقل الرئيسي لجماعة الحوثي.