التصعيد الحوثي في الحديدة.. إيران تجس نبض المبعوث الجديد بالانتهاكات
تمضي المليشيات الحوثية في تصعيد انتهاكاتها بمحافظة الحديدة، منذ اليوم الأول لإعلان تعيين السويدي هانس جروندبيرج مبعوثا أمميا جديدا إلى اليمن، خلفا لمارتن جريفيث، ما يشي بأن هناك مساعي إيرانية إلى اختبار رد فعل المبعوث الجديد والمجتمع الدولي.
تحركات مليشيات الحوثي بإشعال الأوضاع أكثر في محافظة الحديدة ومحاولة السيطرة على مناطق جديدة، جاءت بإيعاز من إيران التي ترى أن تستكمل مخططها بعدما تضمن أن سياسة المبعوث الأممي الجديد لن تتخطى سلفه؛ من حيث ضرورة التوافق بين الأطراف لإيقاف الصراع المسلح في الحديدة، دون ممارسة ضغوط على أذرع إيران الإرهابية تجبرها على إيقاف الحرب.
وتيرة سريعة من الجرائم الإنسانية لمليشيات الحوثي الإرهابية بشن الهجمات المنظمة على المناطق السكنية في الحديدة تضاف إلى سجلات جرائمها، آخرها اليوم الخميس عندما فتحت النار على مناطق سكنية في مديرية الدريهمي وقصفتها بقذائف الهاون، قبل أن ترصد القوات ترصد القوات المشتركة مصادر نيران عناصر المليشيات المدعومة من إيران وتنجح في استهدافها وتوقع خسائر مباشرة في صفوفها.
وشنت مليشيات الحوثي الثلاثاء الماضي قصفا مدفعيا على الأعيان المدنية في بلدة الجاح بمديرية بيت الفقيه جنوبي الحديدة، وسقطت قذائف الهاون الثقيلة عيار 82 بحسب شهود عيان، على مناطق متفرقة من بلدة الجاح وسط حالة فزع بين السكان.
واعتدت المليشيات الإرهابية الأحد الماضي على مواقع متفرقة في مديرية التحيتا، وشنت عدوانًا مكثفًا على الأحياء السكنية بقصف مدفعي وحشي، كما فتحت نيرانها على منطقتي الجبلية والفازة في المديرية نفسها، وتزامن ذلك مع إطلاقها حملة تهجير قسري لسكان أطراف مديرية حيس، في محافظة الحديدة، ودفعت سكان القرى الواقعة شرق وادي عرفان، إلى مغادرتها واحتلالها كمقار لعناصرها الإجرامية.
وتورطت أذرع إيران الإرهابية الجمعة الماضي في 60 خرقا وانتهاكا للهدنة الأممية في محافظة الحديدة، ووثقت وحدات القوات المشتركة اعتداءات مليشيات الحوثي جنوبي الحديدة، عبر إطلاق طائرات مسيرة وشن هجمات بالمدفعية والأسلحة المتوسطة والقناصة.
ولا يمكن أن ينفصل التصعيد الحوثي في الحديدة عن ضلوع عناصرها قبل أيام في الهجوم على السفينة "ميرسر ستريت" قبالة بحر العرب، حيث يمثل بالونة اختبار إيرانية أخرى للمجتمع الدولي حول التعامل الفعال على أرض الواقع بعيدا عن الإدانات المتكررة.
وبات واضحا أن مليشيات الحوثي تريد كسب مزيد من الوقت لإثبات أن مهمة المبعوث الأممي الجديد فشلت قبل أن تبدأ، أمام صلفها وتعنتها، ولن يصعب عليها التمادي في جرائمها وإطالة أمد الصراع، طالما ستكون بمعزل عن أي ضغوطات دولية تدفعها إلى اللجوء للحل السياسي.