هلال رمضان ينتصر للحسابات الفلكية

الثلاثاء 15 مايو 2018 01:45:05
هلال رمضان ينتصر للحسابات الفلكية

مع بداية كل عام يُصدر معهد البحوث والدراسات الفلكية والجيوفيزيقية بمصر كتيباً يتضمن تحديداً دقيقاً للأحداث الفلكية المهمة وغير المهمة التي سيشهدها العالم خلال العام.

وإلى جانب ما يرصده الكتاب من ظواهر مهمة مثل الكسوف والخسوف، واقتران كوكب مثل الزهرة مع كواكب أخرى، يثير المشتغلون بمجل الرصد الفلكي، أسئلة تدور حول: «إذا كانت الحسابات الفلكية قادرة على رصد مثل هذه الظواهر بهذا الشكل الدقيق، فهل هناك أي مساحة للخطأ في ما يتعلق بهلال رمضان؟».

السنوات العشر الماضية تحمل إجابة عن هذا السؤال، فأغلب الدول التي تعتمد على الحسابات الفلكية في رؤية الهلال أو التي اتخذت الحسابات الفلكية كداعم لرؤية الهلال، لم يحدث بينها أي اختلافات، بما يمنح شهادة الدقة لهذه الحسابات.

وتستند الحسابات الفلكية كما يقول د.محمد الغريب أستاذ الفلك بمعهد البحوث والدراسات الفلكية والجيوفيزيقية بمصر، إلى معادلات رياضية تبيّن العلاقة بين غروب الشمس وغروب القمر، فإذا كان غروب القمر بعد غروب الشمس بمده كافية تسمح برؤية الهلال في الأفق يوم 29 من الشهر الهجري كان اليوم التالي هو بداية الشهر الهجري.

ويحاول د.الغريب توضيح ذلك بمزيد من التبسيط مضيفاً لـ«الشرق الأوسط» أن «ميلاد الهلال هو اللحظة التي يعبر فيها خط الاقتران، أو الاجتماع». وخط الاقتران هو الواصل بين مركز الشمس والقمر والأرض، حيث يكون اجتماعها على خط واحد مقدمة لميلاد الهلال. وبعد ميلاد الهلال تأتي قضية رؤيته، والتي تعتمد على فترة مكوث الهلال في السماء.

ويقول د.صالح النواوي أستاذ الفلك بجامعة القاهرة، إنه بعد ابتعاد الهلال عن خط الاقتران بمسافة تقدرها الحسابات بـ8 درجات، يمكن رؤية الهلال بعد غروب الشمس، بشرط أن يمكث في السماء مده لا تقل عن 10 دقائق.

وحدد العلماء مده 10 دقائق حتى تخفت إضاءة الغسق التي تمنع شدتها رؤية الهلال. وبالتالي إذا حدث ميلاد للهلال لكنه لم يمكث في السماء سوى دقيقة واحدة بعد غروب الشمس، أو أنه وُلد في فترة شروق الشمس واختفى بعد غروبها، ففي هذه الحالة لا تمكن رؤيته، كما يؤكد د.النوواي.

ووقعت هذه الحالة عام 2015، عندما وُلد الهلال وغرب قبل غروب الشمس في جميع العواصم والمدن العربية والإسلامية بمدد تتراوح ما بين 5 و19 دقيقة باستثناء نيجيريا والسنغال وموريتانيا.

ويضيف د.النوواي: «حددت الحسابات الفلكية بدقة هذه الحالة قبل حلول رمضان بشهور كافية، بما يؤكد دقتها».

وإذا كانت قضية الحسابات الفلكية وفق ما قاله العلماء تأتي متسقة مع الرؤية، فإن الحالة الوحيدة التي تكون فيها الحسابات حاسمة هي أن يحدث ميلاد للهلال ويمكث الفترة اللازمة للرؤية، ولكن تكون الظروف الجوية غير مواتية للرؤية.

ويقول النوواي: «قد يشكك البعض حينها في دقة الحسابات الفلكية، ولكن المناظير المتخصصة يمكن استخدامها حينها لتجاوز تأثير الظروف الجوية وتأكيد دقة الحسابات».

«الشرق الأوسط»