المبعوث الأممي أمام اختبار التصعيد الحوثي ضد السعودية
يواجه المبعوث الأممي الجديد إلى اليمن هانس جروندبرج أول اختبار له بعد الإعلان عن توليه المنصب رسميًا، وستكون جولته الأولى إلى المنطقة والتي لم يُعلن عنها موعدها بعد، أمام اختبار كيفية التعامل مع التصعيد الحوثي ضد المملكة العربية السعودية والذي يأخذ منحنى تصاعدي منذ صدور قراره تعيينه.
أعلنت العناصر المدعومة من إيران بعد ساعات قليلة من إعلان تولي جوندبرج المنصب الجديد أنها لم تنخرط في أي جهود سلام ترعاها الأمم المتحدة ما يشي بأنها ماضية في إفشال أي محاولات من شأنها إنهاء الحرب التي تستمر للعام السابع على التوالي، وبالتالي فهي أكثر رغبة في وضع مزيد من الأشواك على طريق الدبلوماسي السويدي الذي يسعى لضربة بداية مختلفة تشكل دعمًا للمواقف الدولية المؤيدة للسلام في الوقت الحالي.
وأسقط التحالف العربي، اليوم الأحد صاروخا بالستيا أطلقته مليشيات الحوثي الإرهابية تجاه نجران في المملكة العربية السعودية، وحذر من مواصلة المليشيات الحوثية المدعومة من إيران محاولات استهداف المدنيين والأعيان المدنية، مشيراً إلى اتخاذ الإجراءات العملياتية لحماية المدنيين والأعيان المدنية من المحاولات العدائية، وسط تصعيد المليشيا الإرهابية.
وتوالت الإدانات في أعقاب الهجوم الحوثي، إذ عبرت الإمارات العربية المتحدة عن إدانتها للعملية الإرهابية، وجددت وزارة الخارجية الإماراتية تحذيرها من تحدي مليشيا الحوثي الإرهابية للمجتمع الدولي واستخفافها بالقوانين الدولية، ودعت لاتخاذ موقف فوري وحاسم من المجتمع الدولي تجاه الجرائم المتكررة، التي تستهدف المنشآت الحيوية والمدنية وأمن المملكة، وإمدادات الطاقة واستقرار الاقتصاد العالميين.
يرى مراقبون أن موقف المبعوث الأممي من التصعيد الحوثي الذي يستمر للأسبوع الثاني على التوالي سيكون كاشفًا لمستقبل تعامله مع العناصر المدعومة من إيران، وأن مرور التصعيد من دون ردة فعل قوية يعني أن المليشيات الحوثية سوف تتمادى في جرائمها وستدرك أن المجتمع الدولي مازال يغض الطرف عن عملياتها الإرهابية وهو ما يصُعب أي محاولات أممية للوصول إلى حل سياسي.
ويذهب هؤلاء للتأكيد أن المليشيات الحوثية تستهدف من تصعيدها بالأساس جس نبض المبعوث الأممي الجديد والتعرف على ردود أفعاله تجاه الجرائم التي تقوم بها، وبالتالي فإن تصعيدها من المتوقع أن يستمر خلال الأيام المقبلة سواء باتجاه المملكة العربية السعودية أو باتجاه محافظة الحديدة، في حين أن المبعوث الأممي سيكون عليه التحرك سريعًا لعدم فهم صمته على أنه استمراراً لنفس النهج الذي اتبعه سابقه مارتن غريفيث.
ومن جانبها قالت صحيفة البيان الإماراتية إن المساعي المتواصلة لإحلال السلام في اليمن، تواجه رفضا من مليشيا الحوثي المدعومة من إيران، مع استمرار التصعيد بهجمات ضد المدنيين واستهداف الأراضي السعودية.
وأضافت في افتتاحيتها لعدد الأحد تحت عنوان "وقف العبث الحوثي"، أن مسؤولية الأمم المتحدة تجاه تعنّت الحوثيين الإرهابيين، الذين أثبتوا للعالم أنهم العقبة الأساسية أمام إنهاء الحرب يضع المجتمع الدولي أمام ضرورة المواجهة لضمان استقرار المنطقة والإقليم، والحفاظ على الأمن والسلم الدوليين.
وأشارت إلى أن تعنّت المليشيا الإجرامية ومراوغتها إزاء المبادرات الأممية، أدى إلى مفاقمة الوضع الإنساني، وزيادة معاناة الأبرياء، محذرة من أن الوضع يزداد خطورة، يوما بعد يوم، مع استهتار الحوثيين الإرهابيين.