مأزق الشرعية في حضرموت.. غضب شعبي وعزلة إجبارية

الاثنين 16 أغسطس 2021 20:22:22
مأزق الشرعية في حضرموت.. غضب شعبي وعزلة إجبارية

تتعرض الشرعية الإخوانية في محافظة حضرموت إلى جملة من الانتكاسات على إثر الغضب الشعبي المتصاعد ضدها والتي تسبب في زيادة وتيرة المظاهرات والاحتجاجات التي ينظمها الانتقالي وعدد من القوى الشعبية الأخرى رفضًا لممارساتها الاحتلالية، إلى جانب إدراكها بأنها بمفردها في مواجهة أبناء الجنوب الذين حاصروها بالمسيرات وفعاليات العصيان المدني التي تكررت في المحافظة خلال الأيام الماضية.

لا تجد الشرعية وسيلة مناسبة للتعامل مع الغضب الشعبي في المحافظة، إذ أن تعمدها تأزيم الأوضاع المعيشية لم يكن كافيًا لشغل المواطنين عن جرائمها، وبدت كمن عاقب نفسه بهذه الإجراءات التي ترتب عليها اتساع رقعة الغضب التي لم تتمكن من مواجهته خلال دعوات العصيان المدني الأخيرة والتي تبعها احتجاجات عديدة في مناطق متفرقة.

كما أن استخدامها العنف لم يجدي نفعاً أيضًا لان ساهمت أيضاً في تصعيد شعبي غير مسبوق بعد أن تعاملت بعنف مع المسيرة التي نظمها الانتقالي تزامنًا مع ذكرى يوم الأرض الجنوبي الشهر الماضي، وبالتالي فإن مليشيات الإرهابية أضحت معزولة وليس لديها القدرة على التعامل مع الأوضاع المشتعلة وتكتفي بارتكاب الانتهاكات بحق المواطنين الأبرياء.

ومن المتوقع أن تشهد المحافظة موجة احتجاجية جديدة خلال الأيام المقبلة، حيث ناقشت الهيئة التنفيذية للمجلس الانتقالي الجنوبي في حضرموت، أمس الأحد، الخطوات المستقبلية لبرنامج التصعيد ضد فساد الشرعية الإخوانية.

وحمَلت الهيئة في اجتماعها، قيادات الشرعية الإخوانية المسؤولية عن انهيار العملة المحلية، واستنزافها العملة الصعبة، وتأزيم الملفات الخدمية والاقتصادية، وقررت تشكيل لجنة لتقييم نتائج فعاليات البرنامج التصعيدي، وطرح مقترحات تصعيدية ضد الفاسدين وناهبي ثروات حضرموت والجنوب.

يبث المجلس الانتقالي الجنوبي الرعب في نفوس الشرعية الإخوانية لأن دعوته للمظاهرات تُعني استجابة المواطنين لها والذين يحتشدون بكثافة في الشوارع والميادين للتعبير عن رفضهم لاحتلال الشرعية، وهو ما أمر تدرك الشرعية الإخوانية مدى قوته لأن الاحتجاجات تتوالى ضدها دون أن يكون لديها قدرة على التعامل معها.

أشاد سعيد أحمد المحمدي، رئيس الهيئة التنفيذية للمجلس الانتقالي الجنوبي في حضرموت، خلال استقباله عددًا من عقلاء مركز الفقيد بامهيل بحي النصر، بمساندتهم المجلس بصفته الممثل الشرعي للجنوب، وعبر الحاضرون، الذين تقدمهم الشيخ محمد عبدالله بامزاحم، عن تأييدهم خطوات المجلس، وانحيازهم إلى جهوده لمواصلة الثورة الجنوبية، وتحرير أرض الجنوب كاملة.

لا تقتصر مواجهة الانتقالي لإرهاب الشرعية على الاحتجاجات فقط، بل أن الوحدات المحلية للمجلس في حضرموت تلعب دوراً فاعلاً في فضح ممارسات الشرعية ووأد خططها العقابية بحق المواطنين، وهو ما يضيق الخناق على جرائم الشرعية التي تصطدم بقوة الانتقالي على الأرض من خلال مؤسساته ووحداته التي تتلاحم مع المواطنين وتلبي مطالبهم.

تدرك الشرعية الإخوانية أنها لن تكون قادرة على سلب حضرموت من هويتها الجنوبية وتعول على انتهاكاتها وجرائمها اليومية بحق المواطنين للحفاظ على تواجدها أطول فترة ممكنة، وتستعين بالدعم الإقليمي الذي يأتي إليها من قوى معادية، في حين أن ذلك يغير من نظرة أبناء المحافظة إليها باعتبارها طرفاً محتلاً من المتوقع طردها في أقرب فرصة.

وناقش الانتقالي من خلال أحمد سعيد المحمدي رئيس القيادة المحلية للمجلس في حضرموت تداعيات القرار التعسفي، للاتحاد العام، بتعطيل النشاط الكروي، وعبر عن مساند اتحاد الكرة المنتخب من الجمعيات العمومية للأندية بساحل حضرموت لإيقاف العبث بالأنشطة الرياضة لخدمة الفاسدين المحسوبين على الشرعية، مطالباَ مكتب الشباب والرياضة والسلطة المحلية برفض تعطيل النشاط الرياضي فيها.