عام دراسي جديد تحت حصار سلاح الحوثي وإرهاب الإخوان

الثلاثاء 17 أغسطس 2021 00:06:08
عام دراسي جديد تحت حصار سلاح الحوثي وإرهاب الإخوان

انطلق العام الدراسي الجديد في محافظات الجنوب، أمس الأحد، في ظل حالة من الارتباك التي تسببت فيها الشرعية الإخوانية جراء حروب الخدمات التي تشنها على الجنوب وانعكاسها سلباً على تأزم الأوضاع المعيشية للمواطنين، تزامنًا مع استمرار انتهاكاتها بحق الأبرياء، ما أدى لعدم انتظام الدراسة في المناطق التي تسيطر عليها.

لا تنشغل الشرعية الإخوانية كثيراً بالعملية التعليمية بل أنها تستهدف تخريج أجيال جاهلة لم تحظى نصبيها من التعليم حتى تسهل عليها مهمة السيطرة على عقولهم، كغيرها من التنظيمات الإرهابية والقوى المحتلة التي تعتبر أن التعليم هو عدوها الأول وتعمل على مواجهته بكافة السبل الممكنة، ما تسبب في تدهور غير مسبوق على مستوى انتظام الدراسة في المحافظات الجنوبية على مدار السنوات الماضية.

وأغلقت السلطة الإخوانية في محافظة شبوة غالبية مدارس الثانوية العامة في قرى المحافظة، واكتفت بمدرسة واحدة بعواصم المديريات، مع انطلاق العام الدراسي الجديد، وكشفت مصادر في مكتب التربية والتعليم، عن توجيه المدعو محمد صالح عديو، بإغلاق الثانويات، في خطوة للتهرب من النفقات التشغيلية لمدارس المحافظة.


ويتهم مراقبون السلطة الإخوانية بالاستيلاء على موازنة التعليم في شبوة، مقابل تدمير المنظومة التعليمية، وتكبيد الطلاب عناء الطريق، والتكدس داخل الفصول، وكشفت مصادر تربوية عن امتناع السلطة الإخوانية عن طباعة الكتاب المدرسي أو توفير الأثاث المدرسي والكوادر التعليمية.

الوضع لم يختلف كثيراً في محافظة لحج، والتي لم تشهد مدارسها أي استعدادات لاستقبال العام الدراسي، وتكدست أكوام النفايات أمام العديد من المؤسسات التعليمية مثلما الوضع أمام مدرستي النعج والثورة في مديرية الحوطة.

وكشفت إدارة المدرسة في تصريحات لـ "المشهد العربي"، عن تجاهل مناشداتها لصندوق النظافة برفع المخلفات، وحذر معلمون من احتمالية إصابة الطلاب بالأمراض نتيجة انتشار بؤر الذباب الناقل للأوبئة بالقمامة.

جريمة الشرعية بحق العملية التعليمية في محافظة حضرموت حملت بعد آخر، إذ أنها سيطرت على المساحات المخصصة لبناء منشآت تعليمية جديدة من الممكن أن تكون بديلة للمدارس التي حولتها الشرعية الإخوانية إلى ثكنات عسكرية، لكن مساعيها نحو عدم إتاحة أي فرصة للطلاب للتعلم جعلتها تسطو على الأراضي المخصصة لبناء مدرسة ثانوية في بلدة دمون بمديرية تريم.

يرى مراقبون أن إجرام الشرعية الإخوانية وممارساتها الاحتلالية تجعل هناك إهمال متعمد للعملية التعليمية في الجنوب، وأن الارتفاعات الجنونية للأسعار جراء انخفاض قيمة العملة المحلية وتوالي الانتهاكات التي ترتكبها بحق المواطنين تجعل هناك مخاوف وصعوبات عديدة أمام انتظام العملية التعليمية التي قد تتوقف مجدداً في ظل ارتفاع معدلات الإصابة بفيروس كورونا، أو في حال تدهورت الأوضاع الأمنية على نحو أكثر سوءاً في مناطق سيطرتها.

ما يحدث من الشرعية الإخوانية في الجنوب يتكرر من جانب المليشيات الحوثية الإرهابية في الشمال، وإن كانت العناصر المدعومة من إيران تسعى لتوظيف المدارس من أجل نشر خطابها الطائفي لكنها مارست كافة الجرائم بحق أطراف العملية التعليمية على مدار السنوات الماضية ونتج عن ذلك تفريغ هيئات التدريس وإجبار المعلمين على ترك مواقعهم لصالح تعيين آخرين محسوبين عليها.

وكشفت صحيفة الشرق الأوسط السعودية عن استقبال المليشيات الحوثية المدعومة من إيران العام الدراسي الجديد بتوسيع حملة الجبابات، ولفتت في تقرير اليوم الاثنين إلى فرض على كل طالب دفع مبلغ شهري بخلاف فرض رسوما على المدارس الأهلية، في وقت تواجه فيه العملية التعليمية عاما مأساويا أكثر من سابقيه، مشيرة إلى أن هناك تقديرات بحرمان أكثر من ثلاثة ملايين طفل من الالتحاق بالمدارس هذا العام في ظل الفقر المدقع.