الشرعية الطالبانية.. الإرهاب يحكم الجنوب
تحمل مشاهد الداخل الأفغاني، مواقف كاشفة للواقع الجنوبي ومأساته، وحالة اللامبالاة الدولية بجرائم الشرعية الطالبانية.
تخلى الغرب عن أفغانستان في ليلة وضحاها، مدفوعا بوعود الحكومة الأفغانية وعدوه اللدود حركة طالبان، بعدم السماح بانطلاق هجمات على مصالحه من داخل أفغانستان، دون اكتراث بمصير الشعب المنكوب بالحروب.
تأكد الغرب قبل انسحابه أن أفغانستان على شفير حرب أهلية، ولم يتردد، منتشيا بضمانات حركة طالبان بعدم العودة لإيواء التنظيمات الإرهابية، دون التمهل للسؤال عن مصير الشعب الأفغاني في حالة وصول طالبان للسلطة أو بقاء الحكومة الأفغانية الفاسدة على رأسها.
في الجنوب يتشابه الحال ويتكرر الواقع، فلا المجتمع الدولي يسأل الشرعية الطالبانية، عن جرائمها في الجنوب، ولا بواكي لضحايا الإرهاب والترهيب، وحرب التجويع والإفقار، وسياسة الإقصاء، طالما تضمن الشرعية الطالبانية بقاء بذور الإرهاب تنبت في الجنوب ضد الجنوبيين، وليس خارجه أو ضد آخرين.
بالمثل، يصم المجتمع الدولي آذانه عن حق شعب الجنوب في تقرير المصير، بينما يقر بالحق نفسه في كاتالونيا بإسبانيا، وللاسكتلنديين شمال المملكة المتحدة، على الرغم من أنها دعوات تأتي تحت شعارات اقتصادية، وليس القهر والظلم والنهب والإرهاب واسترداد الأرض المسلوبة، كما هو الحال في الجنوب.
الانتهازية المخزية للمجتمع الدولي، في التعامل مع القضية الجنوبية، تغذيها 30 عامًا من مساومات نظام صنعاء على مصالح الغرب، مقابل الصمت على الاحتلال اليمني للجنوب وإرهابه، طالما هذا الإرهاب مروض لا يخرج عن حدود الجنوب أو يطل برأسه على مصالح الغرب.