الاشتباكات القبلية.. مؤامرة الشرعية التي تنقلب عليها في شبوة
سعت الشرعية الإخوانية إلى توسيع دائرة الاشتباكات القبلية في محافظة شبوة الواقعة تحت سيطرة مليشياتها الإرهابية، وذلك لشغل المواطنين عن التفرغ لجرائمها التي تمارسها بحقهم، سواء كان ذلك على مستوى حروب الخدمات وما ترتب عليها من أوضاع معيشية صعبة، أو على مستوى الانتهاكات التي تمارسها بشكل يومي ويتضرر منها الأبرياء الذي تبقى تهمتهم الأساسية معارضة ممارساتها الاحتلالية الغاشمة.
لا تتدخل الشرعية الإخوانية في فض أي اشتباكات قبلية تندلع هنا أو هناك بل أن مليشياتها الإرهابية تنسحب من المواقع التي تشهد صراعات بين الحين والآخر، لكن الأخطر من ذلك أن عناصرها تعمل على تمهيد البيئة المواتية لاشتعال الأوضاع، وتترك فراغًا أمنيًا متعمداً حتى يكون هناك بؤرة خصبة لاحتضان التوتر ومن ثم الدخول في حالة فوضى تبحث عنها للتغطية على جرائمها.
تدهورت الأوضاع الأمنية في مديرية الصعيد بمحافظة شبوة، جراء ممارسات الشرعية وذلك بعد مقتل نجل شيخ قبلي وإصابة آخر، الجمعة، إثر تبادل إطلاق نار، حيث دبت خلافات بين الشاب القتيل كهلان، نجل مأمور مديرية الصعيد أبوبكر فريد العولقي، وإخوانه من جهة، وآل نمير من قبيلة آل سالم العوالق، من جهة أخرى، ما أسفر عن مقتل كهلان، واصابة شخص من خصومه.
في اليوم التالي لهذه الاشتباكات انسحبت مليشيات الشرعية الإخوانية من المدينة وذلك مع تجدد المواجهات بين قبيلتي آل يسلم وآل سالم العوالق، على خلفية نجل الشيخ أبوبكر فريد العولقي، وذلك في خطوة متكررة كلما اشتعل الصراع، الأمر الذي يجعل هذه الصراعات مفتعلة ويؤكد على أن هناك أطراف خفية تعمل على النفخ فيها بشكل مستمر.
يرى مراقبون أن سلطة الإخوان تستفيد من الصراعات القبلية لجهة أنها تقوم بتوظيف حالة الانفلات الأمني من أجل استمرارها في نهب ثروات المحافظة ومحاولة تنفيذ مخططات أخونة مؤسساتها، لكنها في المقابل تضاعف الغضب الشعبي ضدها وتثبت أنها قوة محتلة ليس لديها هدف سوى السيطرة على مقدرات الجنوب وإغراقه في الفوضى.
لا تدرك الشرعية أن تشجيعها على الصراعات القبلية سينقلب ضدها لأن أبناء شبوة لن يقبلوا أن يعيشوا في فوضى أمنية تهدد تماسك النسيج المجتمعي في المحافظة، وأن خلق حالة من التوتر والغضب الداخلي ضد مؤامراتها سيكون نتيجة مزيد من الاحتجاجات الشعبية الرافضة لتواجدها، وبالتالي فإن هدفها الأساس من شغل المواطنين عن جرائمها لن يتحقق على الأرض.
تساهم الشرعية الإخوانية دون أن تدرى في زيادة شعبية قوات النخبة الشبوانية التي حافظت على استقرار المحافظة منذ أن جرى تطهيرها من عناصر تنظيم القاعدة الإرهابي، وأثبتت من دون أن تقصد أن العناصر الأمنية الجنوبية هي الوحيدة القادرة على حفظ الأمن في الجنوب، وأن خطوات الانتقالي لإنهاء احتلالها تحظى بتوافق كافة الأطراف التي تنتظر بفارغ الصبر طرد عناصرها الإرهابية.
وخلال الأيام الماضية تصاعدات دعوات طرد مليشيات الشرعية الإخوانية في محافظة شبوة، وإعادة نشر قوات النخبة الشبوانية، على وقع الانفلات الأمني، وتفشي حالة الفوضى والنزاعات القبلية.
وقال الناشط الاعلامي عامر ثابت إن جرائم القتل والثأر في شبوة يشجعها وجود السلاح بكثافة، مشيرًا إلى أن قوات النخبة الشبوانية – خلال انتشارها - منعت حمل السلاح والتجول به، ووصف تجربة النخبة الشبوانية في المحافظة، بأنها فريدة ونوعية لتحقيقها الأمن والاستقرار في وقت قياسي، مشددًا على عودتها لصيانة دماء المواطنين، ووأد الفتن التي زرعتها مليشيات الشرعية الإخوانية.