اختطاف التعليم: محاصرة المعلمين ومصادرة المدارس وتخريب المناهج
يواجه المعلمون في الجنوب ظروفًا صعبة دفعتهم إلى الاحتجاج مرارًا وتكرارًا من أجل المطالبة بحقوقهم المهضومة من جانب سلطات الشرعية الإخوانية الإرهابية.
تتعمد تلك السلطات تدمير منظومة التعليم، وذلك من خلال الممارسات المناهضة للمعلمين والمؤسسات التعليمية بشكل عام، الأمر الذي يهدد مستقبل العملية التعليمية، ويحبط الآمال المعلقة على التعليم في الارتقاء بأحوال المواطنين.
الوقفة الاحتجاجية التي نظمتها نقابة المعلمين أمس الخميس بمحافظة لحج، ليست الأولى من نوعها، ولن تكون الأخيرة طالما استمرت نفس السياسات الهمجية، والأساليب القمعية في التعامل مع الملفات الحساسة والمهمة، وعلى رأسها ملف التعليم، فضلا عن أن مطالب المعلمين هي في الأصل حقوق أصيلة لهم، لا يمنعها عنهم إلا من أراد سوءًا بالبلاد، وجهلا وتخلفا بأهلها، وهكذا تفعل الشرعية الإخوانية الإرهابية.
تبلورت مطالب المعلمين خلال الوقفات الاحتجاجية في ضرورة صرف العلاوات السنوية المتأخرة منذ سنوات طويلة، وهيكلة الأجور والتسويات الوظيفية، والتأمين الصحي على المعلمين، والبت في قضية المتقاعدين.
بالنظر إلى تلك المطالب فإننا نجد أنفسنا أمام منظومة تبحث عن التواجد والمشاركة في البناء، لكنها مدفونة تحت ركام الجهل والفقر الذي خلفه الإخوان الإرهابيون بممارساتهم العدائية التي لا يخلو منها مجال.
الأوضاع المتردية للتعليم والمعلمين في الجنوب كسبت تعاطف الكثير، ووضعها الرئيس عيدروس الزُبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي ضمن أولويات اهتمامات المجلس الانتقالي.
كان الرئيس الزُبيدي شديد الوضوح، وهو يؤكد أن التدمير الذي يحدث في التعليم ممنهج ومقصود ومخطط له، وأعلن تأييده مطالب المعلمين، وحقهم في حياة كريمة.
الرئيس الزُبيدي دائم التحذير من أن تدهور الظروف المعيشية للمعلم لا يساعده أبدًا في تقديم المستويات المأمولة والمطلوبة، فضلا عن أن تهالك المباني التعليمية لا يساعد على الارتقاء بالتعليم.
من الممارسات التي تكشف جانبا من المخططات الخبيثة للشرعية الإخوانية الإرهابية على التعليم ما أقدم عليه محافظ شبوة الإخواني المدعو محمد صالح بن عديو بإغلاق المدارس الثانوية في قرى المحافظة، والاكتفاء بمدرسة واحدة في عاصمة كل مديرية، الأمر الذي أدى إلى تكدس الطلاب في الفصول، وتحميل الطلاب عناء الطريق إلى تلك المدارس.
ومن الأعباء التي تعانيها العملية التعليمية، وتنعكس آثارها سلبا على المعلمين أن الإخوان لم يطبعوا الكتب المدرسية، ولم يوفروا الكوادر التعليمية أو الأثاث المدرسي. وفي محافظات أخرى لم تحظ العملية التعليمية بأي اهتمام، حيث تكدست القمامة والنفايات أمام المدارس، لتهدد المعلمين والطلاب بالكثير من الأمراض.
وعلى الرغم من الصعوبات التي تواجهها منظومة التعليم عامة؛ يمكننا القول إن المعلمين والطلاب والعملية التعليمة يقعون بين فكي رحى: مليشيات الحوثي من ناحية، ومليشيات الشرعية الإخوانية من ناحية أخرى.
فالحوثيون، المدعومون من إيران، يعتبرون بداية العام الدراسي موسما للجباية، ويفرضون مبالغ مالية على الطلاب، مع فرض الرسوم على المدارس الأهلية، واتباع سياسة نقل المدرسين تعسفيا لتعيين آخرين تابعين لهم.
وعلى الجانب الآخر استولى نظام الإخوان الإرهابي على المساحات التي تم تخصيصها لبناء مؤسسات تعليمية جديدة، وحولها إلى ثكنات عسكرية.