الميليشيات تعاني فراغاً قيادياً.. ومسؤولو أمنها يفرّون من الجبهات
تحرير مواقع جديدة في صعدة وحجة.. والمقاومة و«العمالقة» تتوغلان في «برح» تعز
ارشيفية
حقّقت قوات الجيش اليمني وقوات المقاومة الوطنية والتهامية وألوية العمالقة بإسناد من قوات التحالف انتصارات جديدة، حيث حرّرت مواقع جديدة في صعدة وحجة، مع استمرار المعارك في شرق مدينة البرح غرب تعز، التي توغلت فيها قوات المقاومة الوطنية وألوية العمالقة، فيما تعاني ميليشيات الحوثي الإيرانية فراغاً كبيراً على مستوى القيادات الميدانية، وتجد صعوبة في تعويضهم، إثر استنزاف القيادات في جبهات القتال، وسقوطهم في مصيدة قوات الشرعية والتحالف.
وفي التفاصيل، تمكنت قوات الجيش اليمني مسنودة بالتحالف العربي من السيطرة على المجمع الحكومي بمديرية كتاف شمال شرق صعدة، وحرّرت أجزاءً كبيرة من الخط الدولي، ومواقع عدة، منها قرية الحضيرة وقرية الحاضنة وبير مادة وقرية الحنذة والمتوسطة وبير برمان وجبل المحجر في وادي الفرع، مع استمرار المعارك في مناطق أخرى.
وكانت قوات الجيش في محور البقع - كتاف نفذت هجوماً مباغتاً ضد مواقع ميليشيات الحوثي الانقلابية في المديرية، وحرّرت قرى الفرع والجبال المحيطة بها بالكامل، وصولاً إلى الخط الإسفلتي الرابط بين مركز مديرية كتاف ومنطقة البقع، قبل أن تتمكن من تحرير المجمع الحكومي والمناطق الأخرى.
وأسفرت المعارك عن سقوط عدد من الميليشيات بين قتيل وجريح، إضافة إلى أسر اثنين من العناصر الحوثية، فيما غَنِم الجيش كميات من الذخائر والأسلحة المتنوعة خلفتها الميليشيات قبل فرارها من المواقع المذكورة، كما تم تحرير عزلة العطفين بالكامل.
• كشفت إحصائية جديدة أن قتلى الحوثي خلال أبريل الماضي بلغوا 719 قتيلاً موزعين على المحافظات، وجاءت صنعاء في الصدارة بـ265 قتيلاً. |
وفي حجة، واصلت قوات الجيش مسنودة بالتحالف والبوارج التابعة له، عملياتها العسكرية في مدينة حرض الحدودية مع السعودية، فيما تم استهداف مواقع وتعزيزات الحوثيين في مديريات كرش ووشحة ومستبأ.
وأكدت مصادر ميدانية أن ميليشيات الحوثي تعيش حالة من الذعر والهلع، جراء القصف الذي تشنه بوارج التحالف، والتي هزت المناطق المحيطة بحرض، ما مكن قوات الجيش من السيطرة على أجزاء واسعة من جبل النار الاستراتيجي، بعد تحرير السرداح والمجروب والمعاين وجبل الذراع.
وفي الحديدة، عثرت قوات المقاومة الوطنية والتهامية وألوية العمالقة المشاركة في تحرير الحديدة على صواريخ وكميات ضخمة من الألغام في محيط ميناء التحيتا جنوب الحديدة. والتقطت عدسة «عدن تايم» صوراً تظهر صواريخ كانت الميليشيات تخبئها تحت الأشجار، كما تم استخراج مئات الألغام، منها ألغام حجرية وأسطوانات غاز نهبتها الميليشيات من منازل المواطنين لتفخيخها. وسيطرت قوات العمالقة، على ميناء الحيمة الاستراتيجي في مديرية التحيتا بمحافظة الحديدة، عقب هزيمة وفرار ما تبقى من مقاتلي الحوثي، الذين تشهد قواتهم انهياراً متسارعاً في جبهات الساحل الغربي.
واستمرت العمليات العسكرية في الساحل الغربي، وسط تقدم قوات المقاومة والعمالقة نحو مناطق جديدة، ما دفع عناصر الحوثي وقيادتهم للفرار، فيما شهدت مديرية باجل في الحديدة أولى المواجهات بين قوات المقاومة والعمالقة وميليشيات الحوثي، تركزت في منطقة العرج بمديرية باجل، وجنوبي مديرية التحيتا، التي تتقدم فيها قوات المقاومة والعمالقة من محورين باتجاه الحديدة ومينائها الاستراتيجي.
وفي العاصمة صنعاء، تأكد مصرع القيادي الحوثي الأبرز والحاكم الفعلي للعاصمة رئيس الدائرة الفنية والتنفيذية في جماعة الحوثي أحمد حامد، بغارات التحالف التي استهدفت الأسبوع الماضي، مكتب الرئاسة في العاصمة.
في الأثناء، كشفت إحصائية جديدة أن قتلى الحوثي خلال أبريل الماضي، بلغوا 719 قتيلاً موزعين على المحافظات، حيث جاءت صنعاء في الصدارة بـ265 قتيلاً، فيما بلغ عدد الجرحى في صفوفهم أكثر من 2379 جريحاً من مختلف المحافظات.
يأتي ذلك في وقت تعاني ميليشيات الحوثي الإيرانية فراغاً كبيراً على مستوى القيادات الميدانية، وتجد صعوبة في تعويضهم، إثر استنزاف القيادات في جبهات القتال، وسقوطهم في مصيدة قوات الشرعية والتحالف، حيث قالت مصادر في العاصمة صنعاء، إن الميليشيات تمر بأزمة كبيرة، جراء النقص الحاد في القيادات الميدانية من الصف الأول والقيادات الوسطى، بعد مصرع العشرات منهم بغارات طائرات التحالف، ومعارك مع قوات الشرعية.
ولم تستطع الميليشيات تغطية هذا الفراغ، وإيجاد البدائل للقيادات، التي لقيت مصرعها بشكل لم تكن تتوقعه.
وتعرضت الميليشيات خلال الشهرين الماضيين لخسائر فادحة في جبهة الساحل الغربي وصعدة والبيضاء وحجة، تهاوت فيها رؤوس كبيرة، أبرزها صالح الصماد، رئيس ما يسمى المجلس السياسي، فيما قتلت قيادات عديدة أخرى، منهم ناصر القوبري (أبوصلاح) الذي عين قائداً للعمليات الصاروخية برتبة لواء، وجار الله سالم الجعوني، قائد قوات التدخل السريع في الميليشيات، ومنصور السعادي (أبوسجاد) المشرف على القوات البحرية، وغيرهم.
وتتزامن أزمة الحوثي في تعريض خسارة قياداته الميدانية، مع انشغال القيادات الكبرى في الميليشيات بصراع داخلي.