تقرير للأسوشيتد برس يتحدث عن الأفعي وأوهام استنزاف أموال الدوحة
وهي تعرض كيف أدخلت قطر نفسها في لعبة المصالح السرية الدامية داخل لوبيات الضغط الأمريكية، كانت مجلة فورين بوليسي الأمريكية عرضت في السادس من فبراير الماضي تفاصيل مما وصفته بانه “الثمن الباهظ الذي يدفعه النظام في الدوحة من أجل أن يشتري موقعاً له في غابة واشنطن”.
يومها نشرت الفورين بوليسي صورة لوزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني وهو يرافق وزير الخارجية السابق ريكس تيليرسون (المحسوب في لوبيات الضغط على قطر)، وهما في الطريق لاجتماع سمي في حينه ب “الحوار الاستراتيجي” بين البلدين.
وفي تفاصيل الكلفة الباهظة التي تحملتها قطر وهي تحاول أن تشتري مؤيدين لها في الإدارة الأمريكية لرفع ضغط المقاطعة العربية عنها، عرضت المجلة كيف أن قطر أسست مركز دراسات جديد باسم “منتدى الخليج الدولي” ليضاف الى المراكز واللوبيات التي تروّج للدوحة في الأوساط المسموعة سياسياً بواشنطن.
ولم يمض وقت طويل على ذلك التقرير حتى انفجرت قضية قناة الجزيرة وما وصف في الكونغرس بأنه الدور التجسسي الذي تلعبه القناة داخل قوى الضغط الأمريكية، وهو الذي أوصل ” الجزيرة” إلى المحاكم بسبب فيلم وثائقي كانت قطر حاولت أن تضغط به على اللوبي الإسرائيلي وتستميله ليقف معها في وجه المقاطعة العربية، لكنها وجدت نفسها بالنهاية “خروفاً وسط فريق كامل من الذئاب”، حسب وصف “اتحاد قوى الضغط” في تقرير نشر على موقع “هيستوري ليرننغ سايت” الأمريكي.
لكن قطر لم تكد تعتذر عن بث الفيلم الاستقصائي عن لوبيات الضغط، حتى وجدت نفسها مرة أخرى متورطة في دعاوي اتهام عدد من المقربين للرئيس دونالد ترامب بأنهم هم الذين ألبوا الرئيس ليعلن في غير مناسبة أن قطر مدانة بشواهد دعم التطرف وتمويل الإرهاب.
ذروة مأزق قطر في بذخها لشراء لوبيات الضغط الأمريكية التي تتاجر بأوهام تعديل مواقف الكونغرس والبيت الأبيض، جاءت وهي تكتشف أنها (قطر) أصبحت ضمن ملفات نشر الادعاء الأمريكي بعضها الأسبوع الماضي، متضمنًا اجتماعات سرية لوزير الخارجية القطري ورئيس هيئة الاستثمار القطرية مع مساعدين سابقين للرئيس ترامب قبل وبعد انتقاله إلى البيت الأبيض.
تقرير الأسوشييتدبرس عن ” الأفعى “
وكالة الأسوشيتد برس، وفي تحقيق استقصائي عن لوبيات الضغط التي اشتغلت في “أزمة قطر”، نشرت اليوم تقريرًا مطولًا عن اثنين من المشمولين في حيثيات “أزمة قطر” وما تضمنته من قصص وتفاصيل هوليودية، مرّت على كل هذه القصص المريبة للنظام القطري في محاولة البحث عمن يدعمها في أزمتها الخليجية
عرضت الوكالة بعضًا من الشهادات والتسجيلات المتصلة بشخصين: ايليوت برويدي أحد الممولين الجمهوريين لحملة ترامب، وجورج نادر اللبناني الأصل الذي تنقل طويلًا ما بين العراق و تشيكوسلوفاكيا وأفريقيا والخليج وواشنطن.
وفي التقرير الذي يماثل سيناريوهات أفلام التشويق، جاءت تفاصيل سينمائية عن “أزمة قطر” تبدأ من صفقات التسليح ومراكز الدراسات التي تمولها قطر، ولا تنتهي عند التحرش بالأطفال وأنشطة محاميي ممثلة البورنو سترومي دانييلز.
لم يتضمن تقرير الأسوشيتد برس عن برويدي ونادر شيئًا جديدًا، يضاف إلى الذي كانت كشفته صحف نيويورك تايمز وواشنطن بوست، وموقع هيل المتخصص بالكونغرس، من تفاصيل عمل الرجلين (نادر وبرويدي) مع لجنة موللر ومحادثاتهما السرية مع قطر، وعن تاريخهما الطويل في الاحتيال وادعاء التنفذ مع قيادات خليجية. فهذه طبيعة بزنيس لوبيات الضغط التي تشكل جزءًا من المشهد السياسي في واشنطن، والتي كان ترامب قد وعد بتعقبها وتجفيف منابع تمويلها وأنشطتها.
وحسب قراءات الوسط الدبلوماسي في واشنطن، فإن الجديد الوحيد الذي أظهره تقرير الأسوشيتد برس الاستقصائي هو أن الأزمة القطرية لها أسبابها الموضوعية التي تجعل مقاطعة الرباعية العربية للدوحة مستمرة إلى أن تقتنع قطر بأن الحل الوحيد هو من داخل الخليج وليس من خلال التوهان بين ذئاب لوبيات الضغط بحثًا عن سراب شراء تأييد إدارة الرئيس ترامب.
ملاحظة أخرى قيلت اليوم في موضوع تقرير الأسوشيتد برس وهو أن فيه تفاصيل سينمائية عن برنامج برويدي المسمى ” الأفعى ” ضمن مسلسل مستمر من التقارير التي تديرها بحرفية في أروقة الصحافة الأمريكية شركات العلاقات العامة، التي فتحت لها قطر خزائنها لإنتاج ما أمكن من قصص وتسريبات يراد منها تشويه الدول القاطعة لقطر وخاصة السعودية والإمارات.
وفي بداية هذا الشهر قال وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش، مافيه تلميح إلى أن ما تتربح شركات العلاقات الأمريكية بإنتاجه، لجني مزيد من الأموال القطرية، لن ينهي أزمة الدوحة جراء المقاطعة.
قرقاش كتب في تغريدة بتويتر حينها: “نصيحة مخلصة هدفها خروج قطر من أزمتها: لن تكون هناك وساطة غير خليجية، ولن تنفع أي ضغوط، ولن يغّير الإعلام حالكم، عودوا إلى رشدكم فأزمتكم مستمرة، دبروا أمركم بعد الْيَوْمَ بالحكمة وفاوضوا في إطار مطالب جيرانكم التي تعبّر عن هموم حقيقية.”