أزمات شبوة ولحج وأبين.. حرب خدمات إخوانية فاقت حدود التحمُّل
في توقيت متزامن، حوّلت الشرعية الإخوانية محافظات الجنوب، إلى مسرح كبير تمارس عليه حرب خدمات لا إنسانية، تشهد على تفاقم الأعباء على المواطنين بشكل كبير.
فمنذ عدة سنوات، تعمل الشرعية على محاصرة الجنوب عبر صنوف ضخمة من الأزمات المعيشية التي تشهدها كل القطاعات الحياتية، ضمن حرب تعبّر عن عقاب جماعي يتعرض له الجنوبيون.
حرب الخدمات التي أشعلتها الشرعية، اشتعلت واحتدمت على الرغم من الثروات الضخمة التي يزخر بها الجنوب، لكنّ هذه الثروات تتعرض للنهب من قبل ما تُوصف بـ"عصابات الشرعية"، الذين نجحوا بالفعل ملء خزائنهم بالأموال وثرواتهم بالعقارات في الخارج من وراء السطو على مقدرات الجنوب.
تعبيرًا عن تفاقم حرب الخدمات، فقد تصاعدت حدة أزمة المحروقات في مديرية أحور بمحافظة أبين، حيث وصل سعر لتر الوقود ليصل إلى 1000 ريال.
وبشكل مباشر، وُجِّهت اتهامات السلطة الموالية لتنظيم الإخوان بافتعال الأزمة وذلك لرفع أسعار المواد الاستهلاكية بغرض تعميق الأزمة الإنسانية.
وتعاني المديرية من شح كبير في مادة الديزل وهو ما صعّب الاستعدادات للموسم الزراعي المقبل، إذ يعتمدون المزارعون على الديزل في تشغيل المضخات المائية، ما يعني أن نقصه يمثّل أزمة طاحنة على أعداد كبيرة من المواطنين هناك.
شح الوقود أيضًا فاقم الخطر الشديد على القطاع الصحي، إذ تسود تخوفات من خروج المنشآت الصحية عن العمل بما يمثّل تهديدًا مرعبًا على المرضى، هذا إلى جانب أنّ نقص الوقود يتزامن معه ارتفاع ملحوظ في الأسعار، لا سيّما تعريفة المواصلات وكذا أسعار المواد الغذائية.
في محافظة لحج لا يختلف الوضع كثيرًا، إذ تشهد مديرية المسيمير أزمة خانقة في أسطوانات الغاز المنزلي، وذلك بسبب تلاعب السلطة المحلية الموالية لتنظيم الإخوان بحصص المديرية من الغاز.
وفيما شوهدت طوابير طويلة من المواطنين وهم يصطفون في محاولة للحصول على أسطوانات غاز، فقد اعترف مسؤولو توريد الغاز بتكليفات صادرة من المحافظ الموالي للإخوان المدعو أحمد تركي بتوزيع حصص صغيرة، في تلاعب متعمد بحصة مديرية المسيمير من الغاز المنزلي.
حال شبوة أصبح مزريًا هو الآخر، والحديث هنا عن تفاقم الحالة الوبائية في محافظة شبوة، مع تدهور القطاع الصحي، وغياب الميزانيات التشغيلية للمستشفيات.
وتعاني المرافق الطبية في شبوة من عجز هائل في الاستجابة لمواجهة تفشي أوبئة الملاريا وحمى الضنك وفيروس كورونا، لانعدام الإمكانيات.
تردي الأوضاع الصحية في شبوة تتحمّل مسؤوليتها السلطة الإخوانية في المحافظة، جراء التركيز على أخونة القطاع الصحي، وتسليط كوادر غير مؤهلة على المناصب الإدارية العليا، دون اكتراث للحالة الوبائية.
في الوقت نفسه، تعاني شبوة أيضًا من عجز شديد في المستلزمات الطبية والأدوية الضرورية، والتجهيزات لاستيعاب الضغط على مركز العزل المكتظ بالمصابين.
تفاقم كل هذه الأزمات التي تحاصر الجنوبيين تعبّر عن ضخامة حرب الخدمات التي يتعرض لها الجنوب بشكل متواصل، وهي تمثل عقابًا جماعيًّا للشعب الجنوبي كما تحمل أبعادًا طائفية تنم عن حجم تطرف الشرعية الإخوانية.
كما أن بلوغ حرب الخدمات إلى الوضع الراهن، يستلزم ضرورة معالجة الوضع قبل الانفجار الشعبي، إذ يعاني ملايين المواطنين من أعباء متفاقمة في كل أرجاء الجنوب، وبالتالي فهناك نقطة أخيرة قد تفوق حدود التحمّل بشكل كبير.