«جميلة» تفضح استمرار الحوثيين في تجنيد الأطفال
تبرأ قيادي حوثي من أبوته وإنسانيته، واختار لابنته ذات الـ4 سنوات التحول إلى درع بشرية يحميه وترساً يستقبل الرصاصة بدلاً عنه. هكذا وجدت «جميلة» نفسها شريكة في عملية تهريب أسلحة بأوامر من والدها، مجبرة على اعتياد رائحة البارود وصوت الانفجار ومناظر الدبابات، ولولا العناية الإلهية التي قادتها إلى قوات التحالف العربي التي سلمتها بدورها إلى السلطات اليمنية، لكانت اليوم ضحية جديدة من ضحايا الإجرام الحوثي المتمرس في اغتيال براءة الأطفال واستخدامهم في الحروب كدروع بشرية.
وكانت قوات التحالف قد رصدت، خلال معارك الجيش اليمني ومسلحي الحوثي في محافظة صعدة، طفلة تدعى «جميلة» اتضح أنه تم إلباسها ملابس أولاد والزج بها في ميدان المعركة في إحدى المركبات لغرض استخدامها كدرع بشرية. وجاءت الحادثة لتعيد تسليط الضوء على التاريخ الإجرامي الحافل للمليشيات بحق الأطفال، عبر تجنيدهم قسراً والزج بهم في جبهات القتال. في وقت أكدت التقارير الصادرة عن المنظمات الحقوقية والإنسانية العالمية، أن الميليشيات دأبت منذ انقلابها على السلطات الشرعية على اتباع سياستها الإجرامية بحق الأطفال واتخاذهم كدروع بشرية. ووثقت الأمم المتحدة 1702 حالة تجنيد للأطفال منذ مارس 2015 ولغاية أغسطس 2017.
وكان الحوثيون قد قاموا في ديسمبر 2016 بتجنيد إجباري لأكثر من 450 طفلاً بعضهم لم يتجاوز 13 عاماً، من أبناء محافظة المحويت غرب صنعاء، وأرسلوهم إلى جبهات القتال برغم ممانعة أهاليهم. وجاء تجنيد الأطفال عبر عملية اختطاف موصوفة نفذها في ذلك الوقت أمين عام المجلس المحلي بمديرية ملحان محمد يحيى عبده الموالي للحوثيين، والذي دعا نحو 50 طفلاً لحضور دورة ثقافية ليقوم بعدها باعتقالهم وإرسالهم إلى جبهات القتال.
وفي نوفمبر الماضي، كشفت مصادر قيام الميليشيات باستدراج مئات الأطفال من قرى ومديريات جنوب صنعاء واقتيادهم إلى معسكرات التدريب للزج بهم في المعارك، وتعويض النقص الكبير بالمقاتلين الذي لحق بهم بعد الضربات القاصمة التي وجهتها لهم قوى المقاومة اليمنية الوطنية بإسناد من قوات التحالف. ويعكف الحوثيون على استغلال الأطفال تارة تحت ستار الشعارات الدينية، وتارة أخرى عبر المال، حيث يتم نقل المغرر بهم أو المختطفين قسراً إلى معسكرات تنتشر في العديد من المحافظات أشهرها تلك التي أقيمت في صعدة وعمران وحجة. وبحسب مصادر حقوقية، فإن عدد الأطفال الذين تم تجنيدهم قسراً من قبل الميليشيات بلغ 10 آلاف طفل.