ذكرى 14 أكتوبر.. ثورة مجيدة يحتاجها الجنوب من جديد
تحل ذكرى ثورة 14 أكتوبر التي أشعلها الجنوبيون في وجه الاحتلال البريطاني في ستينات القرن الماضي، في أجواء ليست مغايرة بشكل كبير، فالجنوب الآن يتعرض لاحتلال شبيه، يُسرق فيه الوطن وتُصادَر حقوق شعبه في استعادة دولته.
منجزات ونجاحات ضخمة حقّقتها ثورة 14 أكتوبر العظيمة، يعيش الجنوب وهو في أمس الحاجة إليها في الوقت الحالي، فمنذ تسعينات القرن الماضي يعيش الوطن تحت وطأة احتلال مريع، ينهب الثروة ويسطو على الأرض، ويصادر المقدرات ويعمق الأزمات.
احتلال الجنوب الآن تمارسه الشرعية الإخوانية التي تستعين بتنظيمات إرهابية، يتكالبون جميعهم في مساعي السيطرة على الجنوب ومحاولة ضرب أمنه واستقراره، وتحديدًا العاصمة عدن، التي تقبع تحت أجندة تآمرية خبيثة.
التطورات الميدانية التي شهدها الجنوب مؤخرًا، لا سيّما الهجوم الإرهابي الذي استهدف موكب محافظ عدن أحمد لملس ووزير الزراعة سالم السقطري، وكذا أحداث كريتر المسلحة، فضلًا عن التوغلات الحوثية في شبوة وأبين، أظهرت جميعها حجم الاستهداف الذي يتعرض له الجنوب في الوقت الحالي.
ويرى كثير من الجنوبيين أنّ الوطن في أمس الحاجة إلى ثورة غضب، تقتلع جذور الاستهداف الذي يتعرض له الوطن، والذي يقوم على غرس العراقيل أمام تحركات الجنوبيين نحو استعادة دولتهم.
الحاجة الماسة إلى ثورة الغضب تعود بالأساس إلى أنّ القضية الجنوبية تعيش مرحلة مفصلية في الوقت الراهن، وبدى من جنون الشرعية في عدائها للجنوب أنه لا يعرف خطوطًا حمراء، وبالتالي تتمادى في ارتكاب أبشع صنوف الجرائم والاعتداءات ضد الجنوبيين، وهو ما يحتم مواجهة حازمة على كل الأصعدة تضمن استئصال شرور الشرعية وتحفظ سير الجنوبيين نحو استعادة دولتهم.
وتشير التطورات الجارية على الساحة، إلى أنّ الشرعية لا تتوقف عن إشهار أسلحتها في وجه الجنوبيين، وهو ما يفرض حاجة ماسة لضرورة التحرك على أكثر من صعيد، لا سيّما وضع الأرض نفسه، فالمليشيات الحوثية تتمدّد على الأرض، وتستغل انسحابات تمارسها مليشيا الشرعية الإخوانية منذ فترات طويلة، لكن هذه السياسات التآمرية يتسع نطاقها بشكل كبير في الفترة الأخيرة.