14 أكتوبر.. ثورتنا مستمرة
رأي المشهد العربي
تحل الذكرى الـ58 لثورة 14 أكتوبر، في خضم تحديات مشابهة، تفرض على الجنوب ضرورة أن يواصل غضبته وثورته حتى ينزع بذور المؤامرة التي يُشهرها الخصوم أمامه.
تلك عدن دوى بها تفجير مروع بسيارة ملغمة استهدفت موكب المحافظ أحمد لملس ووزير الزراعة سالم السقطري، وقبل أحداث كريتر المسلحة، وتلك شبوة التي تُسلِّمها مليشيا الشرعية الإخوانية لمليشيا الحوثي الإرهابية، وتلك أبين تنشط فيها العناصر الإرهابية من جديد، وتلك حضرموت حوّلتها الشرعية لمسرح للاعتداءات الدامية، وغيرها من مناطق الجنوب التي تئن من بنود المؤامرة على الشعب وقضيته.
هذا الواقع بقدر تعقيداته وتشابكاته، فهو يفرض ضرورة مواجهة أشد حسمًا وحزمًا، يعبّر فيها الجنوبيون عن غضبهم يثورون فيها على التحديات الراهنة، التي تتجاوز حدود الأزمات المعيشية وتبلغ حد وأمد استهداف كل مفاصل القضية الجنوبية عملًا على هزيمتها بشكل كامل.
ضرورة استمرار الثورة تعود إلى شقين اثنين، أحدهما البناء على ما تحقق خلال الفترات الماضية، ولعل من أبرز هذه الثمار وضع الجنوب على طاولة الحل السياسي الشامل، والاعتراف بالمجلس الانتقالي ممثلًا شرعيًّا ووحيدًا عن الشعب الجنوبي وقضيته العادلة ومتحدثًا باسم تطلعات مواطنيه نحو استعادة دولتهم.
الشق الآخر من المواجهة يتمثّل في أنّ الجنوب يتعرض في الوقت الحالي لتهديدات يمكن وصفها وجودية، وهو ما يفرض أهمية تجاوز هذه التحديات منعًا للعودة إلى المربع الأول، التي تستهدف الشرعية إيصال الأمور إليه، وقوام ذلك العمل على تهميش قضية الجنوب وعرقلة إدراج الجنوب كطرف فاعل ضمن جهود الحل السياسي الشامل.
بالنظر إلى المقومات التي يملكها الجنوب، فإنّ هناك قناعة كاملة وراسخة بالقدرة على تخطي هذه الصعاب، سواء فيما يخص القيادة السياسية المتمثلة في المجلس الانتقالي الذي يُسيِّر العمل باستراتيجية شديدة الحكمة والإتزان والعقلانية بما يتماشى مع تطلعات المواطنين، إلى جانب القوات المسلحة الجنوبية التي استطاعت في فترة زمنية صغيرة، أن تبرهن على قوتها وجسارتها وقدرتها على صد الاعتداءات التي يتعرض لها الجنوب.
وقبل السياسة والأمن، فإن الطرف الثالث في معادلة القوة الجنوبية هو الشعب نفسه، الذي يتحلى بقدر هائل من الوعي، ويتجلى ذلك بكل وضوح في التلاحم وراء قيادته السياسية، بما شكّل حائط صد منيعًا في مواجهة التحديات التي يتعرض لها الجنوب.
