خطط إخوانية حوثية لتوسيع دائرة الفوضى بالجنوب

الأحد 17 أكتوبر 2021 18:03:00
خطط إخوانية حوثية لتوسيع دائرة الفوضى بالجنوب

رأي المشهد العربي

تعمل الشرعية الإخوانية بالتعاون مع المليشيات الحوثية الإرهابية على توسيع دائرة الفوضى في محافظات الجنوب بعد أن استطاع المجلس الانتقالي الجنوبي أن يتجاوز حوادث العنف والإرهاب الأخيرة في العاصمة عدن، وهو ما ظهر من خلال المحاولة الإرهابية الفاشلة في محافظة حضرموت، مساء أمس، والتي كانت تخطط لاستهداف المنشآت الخدمية والأمنية بمدينة المكلا.

يسير التحالف الحوثي الإخواني في مسارات مختلفة، إذ أن الطرفين يعملان على تسليم وتسلم الجبهات في محافظة شبوة، بغية تحويلها إلى كرة لهب مشتعلة جراء حالة الفوضى التي دعمتها الشرعية وتعمل على تغذيتها من خلال العناصر المدعومة من إيران، وهو ما يشي بأن بؤرة التحرك ستكون من المحافظة النفطية وذلك لضمان وصول التمويل اللازم للعمليات الإرهابية.

يتمثل المسار الثاني في محاولة زعزعة استقرار العاصمة عدن والعمل على زرع قنابل موقوتة تقوض عمل حكومة المناصفة ومحاولة استهداف القوات المسلحة الجنوبية التي استطاعت تأمين العاصمة من شرور محور الشر الإخواني الحوثي، ولدى الطرفين هدفًا أساسيًا يتمثل في رسم صورة مشوشة عن حقيقة الأوضاع في عاصمة الجنوب كجزء من الحرب السياسية التي يخوضوها معًا ضد المجلس الانتقالي الجنوبي.

ثالث هذه المسارات يتمثل في محاولات الاختراق الحوثي إلى محافظتي الضالع ولحج والتي تواجه ببسالة القوات المسلحة الجنوبية وتحقق يومًا تلو الآخر نجاحات عسكرية مهمة تدفع العناصر المدفوعة من إيران للتراجع، غير أن الخطر يكمن في دفع الشرعية نحو إتاحة ممرات أخرى تساعد الحوثيين على اختراق تلك الجبهات، تحديدا على مستوى جبهة لحج الحدودية مع الشمال بعد أن مهدت الشرعية طريقًا آخر يربط بين المحافظة وتعز اليمنية لتقويض النجاحات العسكرية للأجهزة الأمنية الجنوبية.

يبدو من الواضح أن هناك مسارا رابعًا يتجه إليه الطرفين يتمثل في محافظة حضرموت وذلك من خلال تصعيد العمليات الإرهابية بما يتيح الفرصة لبعثرة الأوراق في المحافظة التي ستكون قابلة لوصول المليشيات الحوثية إليها بفعل تزايد وتيرة التنسيق بين الشرعية الإخوانية وأذرع إيران الإرهابية، بحثًا عن السيطرة الكاملة على أكبر محافظات الجنوب والتي شهدت خلال السنوات الماضية بطولات مهمة لقوات النخبة الحضرمية.

تأتي محاولات التصعيد العديدة في بقاع جغرافية جنوبية مختلفة، وهو ما يبرهن على أن هناك مساعي حثيثة من جانب قوى الشر وتحديدا من جانب المحور الإيراني التركي القطري على نقل المعركة إلى محافظات الجنوب بعد أن انتهت الشرعية من تسليم الشمال للعناصر المدعومة من إيران.

يقف المجلس الانتقالي الجنوبي بكل قوة وحسم في مواجهة تلك المخططات لكنه بحاجة أيضًا إلى دعم أكبر من جانب التحالف العربي والمجتمع الدولي بما لا يسمح ببعثرة أوراق الحلول السياسية ولتضييق الخناق على مساعي إطالة أمد الصراع.