هل يطيح الأكراد بأردوغان من المشهد السياسي التركي؟
تساءلت مجلة "ذي آراب ويكلي"، التي تصدر في لندن، عما إذا كان الناخبون الأكراد سيطيحون بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان وحزبه من المشهد السياسي التركي، عندما يدلون بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التركية التي تجري الشهر المقبل.
وأوضحت -في تقرير ترجمته "عاجل"ـ أن الناخبين الأكراد، الذين يبلغ تعدادهم حوالي 10 ملايين شخص، أي حوالي 17 في المئة من مجموع الناخبين، يمكنهم منح النصر للرئيس رجب طيب أردوغان أو منعه من تتويج حياته بسلطات تنفيذية واسعة النطاق، مدعومًا بأغلبية برلمانية لحزبه حزب العدالة والتنمية.
وأضافت: "تشير استطلاعات الرأي أن نجاح أردوغان في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في 24 يونيو غير مضمون"، لافتة إلى أن البلاد منقسمة بين مؤيدين ومنتقدين للرئيس، ما يمنح الأكراد دور صانع الملك.
وتابعت: "يمثل حزب الشعوب الديمقراطي تحديًا لأردوغان في الانتخابات الرئاسية، حيث يحتاج الرئيس التركي لأكثر من 50٪ من الأصوات للفوز في الجولة الأولى، لكنه يواجه مجالًا مزدحمًا من المنافسين قد يجبره على خوض جولة ثانية في 8 يوليو".
ونوّهت بأن صلاح الدين ديميرتاش، رئيس حزب الشعوب الديمقراطي، يمكن أن يحصد أكثر من 10 في المئة من أصوات الناخبين، كما أن الحزب نفسه في حال تجاوزه العتبة الانتخابية التي تقدر بـ10 في المئة سيحصد عددًا من المقاعد ترجح كفة المعارضة في البرلمان.
ولفتت إلى أن حزب الشعوب الديمقراطي أعلن دعمه لمحرم أنجيه، مرشح حزب الشعب الجمهوري، في حالة وصوله إلى الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية.
وأشارت المجلة إلى أن قرار أردوغان بإرسال الجيش التركي إلى سوريا المجاورة لمحاربة ميليشيات وحدات حماية الشعب الكردية في منطقة عفرين قد يؤدي إلى تقليص الدعم الكردي لحزب العدالة والتنمية.
وأضافت: "لقد أيد عديد من الأكراد المحافظين حزب العدالة والتنمية بدلًا من حزب الشعوب الديمقراطي في الماضي، لكن بعض منتقدي أردوغان يقولون، إن الحزب الحاكم يفتقر إلى مقترحات ملموسة للتقدم في المنطقة الكردية، التي تضم بعضًا من أفقر المناطق في تركيا".
ومضت المجلة تقول: "انهارت عملية السلام بين الدولة التركية وحزب العمال الكردستاني، وهي جماعة مسلحة تعتبرها تركيا والغرب منظمة إرهابية ، قبل 3 أعوام ، ما أدّى إلى اندلاع قتال جديد في منطقة دمرتها عقود من الصراع". مضيفة "ليس هناك ما يدل على وجود جهود سلام جديدة، وهو ما يعتبره خصوم أردوغان فرصة لأنفسهم".
لكن المجلة لفتت إلى وجود مخاوف لدى منتقدي الحكومة من التلاعب ببطاقات الانتخابات في المناطق الكردية.