بعد التسليم والتسلم.. خيانات الشرعية تتيح للحوثيين فرصة التهريب والتسليح
تُجهِّز المليشيات الحوثية، لجني ثمار خيانة الشرعية الإخوانية، بعد سيطرتها على مديريات بيحان بمحافظة شبوة، في خطوة تآمرية إخوانية مثّلت خدمة ضخمة للمليشيات المدعومة من إيران.
المليشيات الحوثية كانت سيطرت في 21 سبتمبر الماضي على مديريات بيحان، وللمفارقة كان ذلك اليوم هو ذكرى هروب الإرهابي علي محسن الأحمر على رأس فرقة عسكرية ضخمة، تاركًا محافظة صنعاء تسقط في قبضة 20 طقمًا حوثيًّا.
مثّلت السيطرة الحوثية على مديريات بيحان، خطوة مرعبة على الأوضاع العسكرية، وذلك لأنّ هذا التطور منح المليشيات فرصة تشكيل حالة من الإطباق على محافظات شبوة ومأرب والبيضاء وإحداث تطويق كامل لهذه الجبهات.
وتفرض مليشيا الحوثي حصارًا على مأرب من عدة قطاعات، وتحديدًا من الجنوب والغرب، وبالتالي فإنّ التمدّد إليها صوب من جهة الشرق يتيح للمليشيات الإجهاز على القبائل التي تستميت دفاعًا عن أراضيها في مواجهة إرهاب المليشيات.
السهولة التي سيطرت بها مليشيا الحوثي على هذه الجبهات، دعاها إلى التمدّد على نطاق أوسع تجاه ساحل البحر العربي الذي يمتد لمسافة طويلة في محافظة شبوة.
سيطرة الحوثيين على هذه المنطق تتيح للمليشيات فرصة السيطرة على منفذ بحري مهم، يُمكّنها من استقدام المزيد من الأسلحة من قبل إيران، وبالتالي يمثّل هذا الدعم دافعًا وعنصر مساعدة للمليشيات لإطالة أمد الحرب.
الأمر لا يقتصر على استقدام الأسلحة المهربة من إيران، لكن المليشيات الحوثية دأبت على استغلال المنافذ البحرية التي تخضع لسيطرتها، في عمليات تهريب النفط، وهو ما يُشكل مصدر ضخم لثروات الحوثيين.
ويمكن القول إنّ تمدّد الحوثيين من ناحية شبوة تجاه مأرب، سيمكّن المليشيات المدعومة من إيران، من السيطرة على حقول النفط والسطو عليها، وبالتالي تحقيق ثروات ضخمة.
وإذا ما تمكّنت المليشيات الحوثية من تحقيق هذه الأهداف المشبوهة، فإنّها ستكون مدينة بالفضل لمليشيا الشرعية، فالحوثيون لم يكن ليتمكنوا من تحقيق كل هذا التمدّد على الأرض من دون حدوث خيانات إخوانية تتمثّل في الانسحاب من الجبهات والمواقع، بما يمكن المليشيات الحوثية من السيطرة عليها دون أي مواجهات تُذكر.