سيطرت نارياً على مطار المدينة واقتربت من مينائها الاستراتيجي المقاومة تطرق أبواب الحديدة
لقي العشرات من مسلحي ميليشيا الحوثي الإيرانية في جبهة الساحل الغربي لليمن، أمس حتفهم، ودفعت الخسائر المتتالية للميليشيا معظم قادتها للفرار من الحديدة، التي أحرزت فيها قوات الشرعية تقدماً كبيراً، وباتت على مشارف مركز المحافظة بعد أن سيطرت نارياً على مطار المدينة الدولي، وبلوغ قوات المقاومة المشتركة أبواب الحديدة ومينائها الاستراتيجي، فيما لجأت الميليشيا الحوثية للسرقة والنهب لتعويض هزائمها، في وقت أكد التحالف العربي أن قوات الشرعية والتحالف باتت على بعد 20 كيلومتراً من مدينة الحديدة.
وأفادت مصادر يمنية بأن 96 من مسلحي الحوثي قتلوا خلال الساعات الأخيرة بمواجهات مع قوات المقاومة الوطنية اليمنية وغارات للتحالف العربي الداعم للشرعية في اليمن، في جبهة الساحل الغربي.
يأتي هذا في وقت فر معظم قيادات ميليشيا الحوثي الإيرانية من محافظة الحديدة باتجاه محافظتي حجة وصنعاء، فيما سارع عناصر الميليشيا إلى نهب المقرات الحكومية في المحافظة ونقل وثائق خاصة بها نحو صنعاء.
ونقلت الميليشيا عشرات القتلى والجرحى من عناصرها إلى مستشفيات الحديدة، التي باتت المقاومة الوطنية وألوية العمالقة والمقاومة التهامية على مشارفها، لكن زعيم الميليشيا عبدالملك الحوثي، يبدو على وشك الفرار وترك عناصره خلفه، بل وتاركاً اليمن كلها، والتوجه إلى الدولة الراعية له إيران.
نهب واسع
وبدأت عناصر ميليشيا الحوثي الإيرانية بعملية نهب واسعة لميناء الحديدة والمؤسسات الحكومية في المدينة مع وصول قوات المقاومة مركز مديرية الدريهمي.
ووفق ما قاله عمال في الميناء فإن قيادات الميليشيا الحوثية وجهت بمصادرة وبيع كل البضائع الموجودة في الميناء والمملوكة لتجار بالتزامن مع عمليات نهب منظم وواسع، تقوم به هذه الميليشيا للمؤسسات الحكومية في المدينة.
يأتي ذلك في وقت وسعت فيه الميليشيا الحوثية عمليات النهب المنظم للمؤسسات الحكومية في المدينة ونقلها إلى صنعاء، وسط حالة من الذعر والهلع في صفوفها مع بلوغ قوات المقاومة المشتركة أبواب مدينة الحديدة ومينائها الاستراتيجي لتحريرهما من قبضة الميليشيا الإيرانية على وقع تسارع انهيارات دفاعاتها وخسائر واسعة في صفوفها وفرار مقاتليها في جبهة الساحل الغربي بما خف وزنه.
وقالت مصادر محلية: إن ميليشيا الحوثي تقوم بنهب المؤسسات الحكومية في الحديدة بعد تقدم قوات المقاومة المشتركة، مشيرة إلى أن الميليشيا تنهب مقرات ومؤسسات حكومية وتنقلها ووثائق خاصة عبر شاحنات كبيرة باتجاه صنعاء. ونقلاً عن شهود عيان، فإن شاحنات محملة بالمنهوبات غادرت منطقة كيلو 16 في الحديدة متجهة نحو صنعاء ترافقها قوة أمنية.
انتصارات متسارعة
وأعلنت مصادر عسكرية السيطرة النارية على مطار الحديدة الدولي، بعد تحقيق انتصارات متسارعة في الساحل الغربي. وأكدت المصادر أن المعارك باتت على مشارف المطار، وأن المطار تحت السيطرة النارية. وأضافت أن القوات المساندة للحكومة قصفت في وقت سابق محيط مطار الحديدة تمهيداً لاقتحامه.
وكانت القوات المشتركة قد أعلنت فجراً مطار الحديدة منطقة عسكرية، وطالبت الأهالي بالابتعاد من الأحياء السكنية القريبة من المطار. وتتابع المقاومة الوطنية، بقيادة العميد طارق صالح، وألوية العمالقة والمقاومة اليمنية، تقدمها صوب مدينة الحديدة الاستراتيجية، بعد أن سيطرت قوات المقاومة المشتركة على الدريهمي، مشيراً إلى أن قيادات الصف الأول في ميليشيا الحوثي هربت من الحديدة.
وفيما أعلنت القوات المشتركة منطقة مطار محافظة الحديدة منطقة عمليات عسكرية دفعت الميليشيا بتعزيزات جديدة الى المدينة وبالذات المدخل الجنوبي للمدينة كما عززت من إجراءات التفتيش والتدقيق في هويات المسافرين على كل مداخل المدينة وخطوط الطريق المؤدي إلى صنعاء لمنع هروب مقاتليها.
وأكد الناطق باسم المقاومة اليمنية، العقيد الركن صادق الدويد، أن القوات المشتركة باتت الآن على أبواب مدينة الحديدة، مشيراً إلى أن المسافة المحررة خلال الأيام الأخيرة هي 78 كيلو متراً في الساحل الغربي والمسافة الفاصلة عن تحرير المطار نحو 15 كيلو متراً.
ووسط حالة الإرباك التي تعيشها الميليشيا مع انهيار صفوفها شنت مقاتلات التحالف العربي غارات استهدفت اجتماعاً لقيادات كبيرة للميلشيا بمحافظة الحديدة كان يضم كبار القادة الحوثيين في مديرية جبل رأس في الحديدة.
إنجازات عسكرية
في غضون ذلك، أكد الناطق باسم تحالف دعم الشرعية في اليمن، العقيد تركي المالكي، أنه تم إحباط هجوم بطائرة من دون طيار كانت ستستهدف مطار أبها جنوب السعودية. وأوضح خلال المؤتمر الصحافي الأسبوعي، عبر عرض صور وفيديوهات، كيف حاولت الميليشيا نقل طائرات من دون طيار من أحد المخازن. كما أشار إلى أن التحالف استهدف، بعد متابعة متواصلة، ورشة لتصنيع طائرات من دون طيار في اليمن.
وفصّل المالكي الإنجازات العسكرية التي تحققت خلال الأسبوع المنصرم، مؤكداً أنه لم يتبق على الوصول إلى الحديدة سوى 20 كيلومتراً. وأشار إلى حدوث انهيار في صفوف الميليشيا الحوثية الإيرانية على جبهة الساحل الغربي. كما أكد أن الجيش الوطني اليمني مستمر في تقدمه في صعدة بمساندة من قوات التحالف.
وأكد المالكي أن الميليشيا الحوثية تزج بالنساء في المعارك، وعرض أحد الفيديوهات التي تظهر استخدام النساء، موضحاً أنه تم إلقاء القبض على بعض النساء اللواتي شاركن في المعارك. كما اعتبر أن استخدام النساء إنما يدل على حال الإفلاس التي تعيشها الميليشيا. أما في ما يتعلق بالمساعدات، فأكد أن التحالف يستمر في دعم عمليات الإغاثة، قائلاً إن نحو 5 ملايين يمني يستفيدون من مساعدات مركز الملك سلمان. وأضاف أن السعودية مستمرة في بذل الجهود المشتركة مع الإمارات لتقديم المساعدات لجزيرة سقطرى.
دروع بشرية
أفادت مصادر عسكرية وطبية أن العشرات من المجندين والعسكريين باتوا في حكم الدروع البشرية لميليشيا الحوثي الإيرانية ولجأ بعضهم إلى إطلاق الرصاص على أنفسهم في أماكن غير قاتلة ليتمكنوا من ترك الجبهات والعودة إلى عائلاتهم.