الانتقالي يحاصر عمليات تهريب موارد الحكومة إلى المليشيات الحوثية
دعت هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي، اليوم الاثنين، إلى إلزام المحافظات بتوريد إيراداتها إلى البنك المركزي وإيقاف تهريب العملة الصعبة، في خطوة تستهدف حصار عمليات التهريب التي اعتادت عليها الشرعية للمليشيات الحوثية والتي لم تطل المشتقات النفطية فحسب لكنها طالت أيضًا العملة الصعبة والتي تسببت في تدهور أسعار العملة المحلية بمعدلات تاريخية.
تنطوي دعوة الانتقالي على جملة من الأهداف، إذ أنها تؤكد للشرعية بأن الجنوب على دراية بكافة تفاصيل تعاونها مع المليشيات الحوثية، وأن ارتكانها على السماح لعودة رئيس الحكومة وعدد من الوزراء إلى العاصمة عدن في مقابل انخراطها في عمليات تنسيق متطورة مع العناصر المدعومة من إيران لن ينطلي على المجلس الانتقالي الذي استطاع أن يكشف تفاصيل ودلالات التعاون السياسي والعسكري بين الطرفين.
وكذلك فإن الانتقالي هدف للتأكيد على أن ما يحدث من أزمات مرتبطة بتردي قيمة العملة المحلية يرجع إلى عدم وجود رقابة على عمليات توريد الأموال في المحافظات الخاضعة لسلطة الإخوان الغاشمة، وأن الدور الذي كان من المفترض أن تقوم به حكومة المناصفة في هذا السياق جرى تجميده بعد أن عرقلت الشرعية ممارسة عملها بشكل فاعل.
هدفت هيئة رئاسة المجلس الانتقالي للتشديد على أن ما يحدث من أزمات خدمية واقتصادية في الجنوب هي بالأساس نتيجة مباشرة لزيادة وتيرة التعاون بين المليشيات الحوثية والشرعية الإخوانية، وأن الطرفين لديهما مصلحة في تأزيم الأوضاع المعيشية في الجنوب من جانب، ومن الناحية الأخرى فإنهما يسعيان إلى توظيف عوائد الخدمات الحكومية لتمويل الإرهاب وإشعال نيران الفوضى في المحافظات الجنوبية وإيجاد صيغة من الممكن أن تساهم في زيادة وتيرة العمليات الإرهابية في المحافظات الجنوبية.
واطلعت هيئة رئاسة المجلس الانتقالي في اجتماعها اليوم الاثنين على تقرير مركز دعم صناعة القرار، الخاص بالمستجدات السياسية في الجنوب، وتقرير الدائرة الاقتصادية حول الوضع الاقتصادي في الجنوب، وإجراءات الحكومة لمعالجته ومواجهة الانهيار الاقتصادي.
ودعت هيئة رئاسة المجلس، الحكومة إلى إلزام المحافظات بتوريد إيراداتها إلى البنك المركزي، وإيقاف تهريب العملة الصعبة، مستبعدة إيقاف تدهور سعر الصرف دون حلول اقتصادية تلزم المحافظات بتوريد إيراداتها للبنك المركزي، وإصلاح سياساته المالية والنقدية.
وتطرق الاجتماع إلى التفجير الإرهابي في محيط مطار العاصمة عدن الدولي، محذرة من أن حرب المفخخات باتت السلاح الأخير للقوى الظلامية لإسقاط العاصمة عدن والجنوب، معربة عن تعازيها لذوي الشهداء الذين سقطوا في الهجوم الإرهابي.
وتعهد أحمد حامد لملس، أمين عام المجلس، محافظ العاصمة عدن، بعدم إدخار اللجنة الأمنية العليا أي جهود لضبط الوضع الأمني في العاصمة، معلنًا عددًا من الإجراءات لإفشال المخططات الإرهابية.
عزز جنرال الإرهاب علي محسن الأحمر، والذي يشغل منصب نائب الرئيس اليمني المؤقت، تحالفاته مع المليشيات الحوثية الإرهابية عبر مشروعات النفط التي خرجت إلى العلن مؤخرا بعد أن استمرت طيلة السنوات الماضية، ما يشي بأن هناك توافق بين الطرفين على أن يكون النفط بمثابة الوقود الذي يُشعل نيران الحروب الشمالية ضد الجنوب.
وخلال الشهر الماضي، كشفت مصادر مطلعة عن وصول مندوبين عن شركات توريد النفط التابعة للجنرال الإرهابي علي محسن الأحمر نائب الرئيس اليمني المؤقت، ورجل الأعمال الفاسد أحمد العيسي، نائب مدير مكتب هادي، إلى صنعاء لإبرام صفقات تجارية مع مليشيا الحوثي الإرهابية.
أكدت المصادر لـ "المشهد العربي" في ذلك الحين أن القيادات الحوثية التي تدير سوق النفط السوداء تعمل على إبرام صفقات الشراء مع مندوبي شركات المدعوين الأحمر والعيسي، وتسليمهما مبالغ خاصة بتلك الشحنات.
وتمنح المليشيا المدعومة من إيران بحسب المصادر، تصاريح مرور لشاحنات النفط تلزمها بخط سير معين، وتوفر معلومات دقيقة حول الشحنة لمنع دخول أي منافسين للقيادات الحوثية في السوق السوداء التي تدر أرباحًا خيالية على المليشيا الإرهابية.