انتكاسات الحوثي في الضالع والحديدة توثّق ضعف المليشيات وتآمر الشرعية
تعكس الانتكاسات التي يُمنى بها الحوثيون في جبهتي الضالع والحديدة أنّ المليشيات المدعومة من إيران طرف يمكن هزيمته، لكنّ تآمر الشرعية الإخوانية هو من يبقي الحوثيين تنظيمًا حيًّا.
القوات المشتركة تحقّق الكثير من النجاحات الميدانية في الفترات الماضية، في مواجهة المليشيات الحوثية، وتتمكن بشكل يومي من القضاء على عناصر حوثية تسعى للتمدد لتحقيق مكاسب عسكرية وسياسية وأيضًا اقتصادية.
أحدث هذه النجاحات تمثّلت في تمكّن القوات المشتركة من تحييد عددٍ من مسلحي المليشيات الحوثية المدعومة من إيران، خلال اشتباكات في مديرية التحيتا جنوبي محافظة الحديدة.
منعت وحدات القوات المشتركة تسلل عناصر المليشيات الحوثية، إلى خطوط النار، في مواجهات عنيفة، وأحبطت تحركات الحوثيين الإرهابيين العدائية، وأجبرتهم بقيتهم على الفرار.
هذه الخسائر التي يُمنى بها الحوثيون تتكرر بشكل يومي، وهو ما يعني أنّ المليشيات ليست بالقوة التي تتوهمها أو تروّج لها لتحقيق مكاسب سواء ميدانية أو على طاولة التفاوض، وبالتالي فإنّ تضييق الخناق بشكل أكبر على المليشيات يعني إمكانية الإجهاز عليها.
تأخُّر حسم الحرب على الحوثيين يعود في المقام الأول إلى الممارسات التي تنتهجها الشرعية الإخوانية حيث لا تتوقف عن الانسحاب من الجبهات وتسليم المواقع للمليشيات الحوثية، لدرجة أنّ الأخيرة تسيطر على الكثير من المواقع دون أن تخوض أي مواجهات أو تحتاج لإطلاق طلقة رصاص واحدة.
يكشف ذلك أنّ الشرعية تتحمل جزءًا من المسؤولية عن بلوغ الأوضاع العسكرية والميدانية ما آلت إليه، وأنّه لولا خياناتها المتواصلة لما بلغت الأمور ما بلغته، ولما حقّقت المليشيات الحوثية قوتها المصنوعة والمعتمدة على خذلان الشرعية وتآمرها.
كما أنّ هناك دلالة أخرى برهنت على حجم الوهن الحوثي، وهي البطولات والإنجازات العسكرية التي حقّقتها القوات المسلحة الجنوبية في مواجهة المليشيات المدعومة من إيران، وهي بطولات سطّرتها القوات الجنوبية رغم عدم التكافؤ في العتاد العسكري، إذ تعوِّل المليشيات الحوثية على ترسانة عسكرية ضخمة حصلت عليها من إيران.
ولعلّ ما يحدث في الضالع هو الدليل الأكثر وضوحًا على ذلك، إذ يحاول الحوثيون منذ فترات طويلة السيطرة على هذه الجبهة، لكن المليشيات الموالية لإيران والمدعومة منها تتكبّد خسائر ضخمة على يد القوات المسلحة الجنوبية.
يؤكّد هذا الأمر أنّ المليشيات الحوثية ليس الطرف الذي من الصعوبة بمكان قهره، لكن بقاءه حيًّا إلا الآن، يستند إلى خيانات وتآمر الشرعية، وهي جرائم لا تتوقف طالما أنّ الشرعية رهن الاختراق الإخواني.