حادث السفارة يكشف عوار المجتمع الدولي من الإرهاب الحوثي
تصاعدت وتيرة التحركات الدولية للتعامل مع جريمة اقتحام المليشيات الحوثية الإرهابية لمقر السفارة الأمريكية في صنعاء واحتجازها لعدد من الموظفين والحراس المحليين لمجمع مباني السفارة، وهو ما أسفر عن الإفراج عن 30 موظف من بين 39 احتجزتهم المليشيات الحوثية بعد دخول سلطنة عمان على خط الوساطة.
عبر التعامل الدولي مع تلك الأزمة عن وجود عوار في التعامل مع الإرهاب الحوثي، إذ أن الحشد الدبلوماسي الدولي للضغط على المليشيات من أجل الإفراج عن المحتجزين لم يحدث حيال عشرات الجرائم الحوثية التي راح ضحيتها آلاف الأشخاص، بل أن تحرك الولايات المتحدة ذاته الذي ذهب باتجاه إمكانية فرض عقوبات على قيادات بارزة في المليشيات لم يحدث بهذه السرعة على مدار أكثر من سبع سنوات منذ بداية الحرب الحوثية.
بدا من الواضح أن هناك زخم دولي ومطالب متصاعدة للإفراج عن المحتجزين لكن من دون أن يكون هناك آليات واضحة للتعامل مع جرائم المليشيات، ومن دون أن يكون لدى المجتمع الدولي طريقة أو أسلوب محدد في الضغط على العناصر المدعومة من إيران تحديدا فيما يتعلق بالقضايا المرتبطة بالأوضاع الإنسانية أو تتعلق بحياة المواطنين.
جرى التعامل مع الإرهاب الحوثي من مبدأ الضغط السياسي الذي يأخذ في التصاعد والخفوت بحسب الهدف السياسي وراء هذا الضغط، فإذا كانت الولايات المتحدة والقوى العظمى لديهما الرغبة في الضغط على إيران كانت أساليب الضغط قوية، والعكس صحيح، وهو ما جعل المليشيات الحوثية تدرك بأن الضغط عليها لا يستهدف إنهاء الحرب بقدر كونه أحد وسائل الضغط على إيران.
وكشف مصدر مسؤول في وزارة الخارجية الأمريكية عن إطلاق مليشيا الحوثي الإرهابية سراح 30 موظفا محليا بالسفارة في مدينة صنعاء، وأشار في تصريحات صحفية نشرتها الشرق الأوسط، إلى وجود محتجزين آخرين في قبضة الحوثيين الإرهابيين، موضحا أن إجمالي عدد المعتقلين من موظفي السفارة كان 39 عاملا محليا.
كشفت مصادر مطلعة عن وساطة تقودها سلطنة عمان لدى مليشيا الحوثي المدعومة من إيران للإفراج عن موظفي السفارة الأمريكية المحليين، مشيرة إلى أن قيادات المليشيا الحوثية الإرهابية في صنعاء تلقت طلبا من الجانب العماني للإفراج عن الموظفين والحراس المحليين لمجمع مباني السفارة الأمريكية في صنعاء.
وأضافت المصادر أن قيادات المليشيا كالعادة تقدم طلبات مقابل أي خطوة تقوم بها في الجانب الإنساني.
وشنت مليشيا الحوثي الإجرامية حملة اعتقالات بحق موظفي السفارة الامريكية بعد اقتحام مقر السفارة ونهب محتوياته، وكانت السفارة في صنعاء قد سرحت معظم موظفيها المحليين بعد مغادرة طاقمها الدبلوماسي مدينة صنعاء، وأبقت على عدد محدود من الحراسة والموظفين.
أعرب سفير المملكة المتحدة لدى اليمن، ريتشارد أوبنهايم عن انزعاجه من احتجاز مليشيا الحوثي المدعومة من إيران موظفي الأمم المتحدة في اليمن، وطالب أوبنهايم المليشيا الإرهابية بالإفراج الفوري عنهم، مشددا على السماح لعمال الإغاثة بأداء مهامهم، رافضا تجاوز قواعد القانون الدولي.
استنكر الاتحاد الأوروبي اقتحام مليشيا الحوثي المدعومة من إيران سفارة الولايات المتحدة الأمريكية في صنعاء، وأعلن في بيان انضمامه إلى مجلس الأمن في إدانة اقتحام المليشيا الإرهابية للمجمع الدبلوماسي، مقر السفارة الأمريكية، واعتقال الموظفين المحليين.
وتوالت الإدانات الدولية لاحتلال مليشيا الحوثي الإرهابية قبل أيام، مجمع السفارة الأمريكية في صنعاء، ومصادرتها معداته وتجهيزاته، وملاحقاتها للموظفين المحليين واعتقالهم.