الهجمات المزدوجة.. ضربات التحالف تدحر الحوثيين وتضيق الخناق على الشرعية
تعيش المليشيات الحوثية حالة من الانهيار العسكري الحادة من جرّاء الخسائر الضخمة التي تُمنى بها بفعل تضييق الخناق عليها في جبهات متعددة، في ضربات مزدوجة تضرب أيضًا أجندة الشرعية الإخوانية المتخادمة مع الحوثيين.
وتُعاقب المليشيات الحوثية على إصرارها على التصعيد العسكري بشكل متواصل، وتغييب أي أطر نحو إحداث حلحلة سياسية، وقد ارتكب آلاف الخروقات لمسار اتفاق السويد الموقع في ديسمبر 2018.
وإلى جانب تصعيد عسكري داخلي ضد المدنيين في جبهات متعددة، أقدمت المليشيات الحوثية على تكثيف اعتداءاتها الإرهابية على أهداف مدنية في المملكة العربية السعودية، بما مثّل تهديدًا لأمن المنطقة برمتها.
وفيما تجاهلت المليشيات الحوثية الكثير من الدعوات التي وُجِّهت لها بشأن إفساح المجال أمام الحل السياسي، فقد بات الضغط العسكري وسيلة ناجعة نحو إجهاض إرهاب المليشيات على نحو سريع.
ففي إطار الضغط على الحوثيين، شنَّ التحالف العربي عمليات الاستهداف الجوي على أهداف للمليشيات الإرهابية عالية القيمة.
واستهدف التحالف معسكر دار الرئاسة في مدينة صنعاء، بعد عملية استخبارية دقيقة، مؤكّدًا أنّها جاءت استجابة للتهديدات.
ورصد التحالف العربي تحركات للمليشيات الحوثية المدعومة من إيران لنقل أسلحة نوعية بعد الاستهداف الأخير للمعسكر.
وشدد التحالف على أن القيادات الإرهابية للمليشيات الحوثية الإجرامية وقدراتها النوعية تعد أهدافا مشروعة على مدار الساعة.
التحالف العربي أصبح يُركز على توجيه ضربات نوعية دقيقة على الأهداف الحوثية، وهو - وفق محللين - يساهم في كسر قوة المليشيات بشكل كبير، بما يقود نحو تأسيس لبنات للحل السياسي في المرحلة المقبلة.
الضربات التي تستهدف الحوثيين تؤتي بثمارها كثيرًا، وقد منيت المليشيات بالكثير من الخسائر الميدانية الضخمة في عديد الجبهات، لكنها على الأقل حتى الآن لم تتراجع، وهذا راجع إلى الإملاءات التي تلقنها لها إيران نحو إحداث عبث في المنطقة.
يقول محللون إن الضغط العسكري يسبق أي عملية سياسية مقبلة، وبالتالي فمن الضروري أن يتم كسر هيبة المليشيات في الجبهات بشكل قاطع حتى لا تحقّق مكاسب سياسية في المرحلة المقبلة.
ولعل المأساة الإنسانية الراهنة تحتم ضرورة الانخراط نحو مسار سياسي، وهو ما تؤكده الكثير من الأطراف الدولية، لكن الأمر لا يمكن أن يتحقق في ظل تمادي المليشيات الحوثية في التوغل الميداني على نحو مرعب.
وهناك أهمية أخرى للضغط العسكري على الحوثيين، تتعلق بالشرعية الإخوانية نفسها، ففي الوقت الذي لا تولي فيه أي أهمية بمواجهة الحوثيين، فهي تتربح من وراء مفاهيم الحرب وواقعها وتستثمر من إطالة أمدها.
فالشرعية الإخوانية تستغل هذه الحالة في العمل على تحقيق مكاسب ضيقة، تتعلق بعضها بالتوسع في ارتكاب جرائم نهب الأموال من جانب، إلى جانب العمل على تحقيق مكاسب سياسية تتعلق بضرب قضية الجنوب وإيجاد ذريعة للتدخل في شؤونه والسطو على مساعي شعبه لاستعادة دولته.
وتتحجج الشرعية من جرّاء هذه الحالة بأنّها طرف مستضعف يستحق أن يحصل على الدعم، لكنها تتحالف مع المليشيات الحوثية وتسلمها المواقع والجبهات بما مكن المليشيات من تضخيم نفوذها بشكل كبير.
يعني ذلك أنّ تكثيف الضغط العسكري على الحوثيين يعني توجيه ضربة مزدوجة للمليشيات المدعومة من إيران التي تصعِّد من وتيرة إرهابها الحاد، إلى جانب الشرعية الإخوانية التي تعتبر أكثر المستفيدين منذ تفاقم الأوضاع العبثية الناجمة عن الحرب.