تكتيك التفخيخ.. سلاح الحوثي نحو تدمير البنية التحتية

السبت 27 نوفمبر 2021 11:39:07
تكتيك "التفخيخ".. سلاح الحوثي نحو تدمير البنية التحتية

منذ سنوات ليست بالقليلة، اتبعت المليشيات الحوثية تكتيك تفخيخ الأرض والمنشآت ضمن إرهاب متعدد الأوجه، على نحو كبّد السكان كلفة مرعبة.

دأبت المليشيات الحوثية على زرع القنابل والعبوات الناسفة في محيط مناطق سيطرة المدنيين ولم تسلم أي منطقة نشطت فيها المليشيات من هذا الخطر المروع والمتفاقم.

سعت المليشيات الحوثية من جرّاء هذا الإرهاب إلى إجبار السكان على مغادرة مناطقهم بما يتيح للمليشيات السيطرة عليها بشكل مروع، إلى كما تعمل على التوسع في زراعة الألغام بهذه المباني لتضمن عدم عودة السكان إلى هذه المناطق مرة أخرى.

اللافت أن المليشيات الحوثية لم تراعِ أي حرمات وهي تتوسع في ارتكاب هذه الجرائم المروعة، ودخلت المساجد نطاق هذا الإرهاب المسعور، وقد حدث ذلك في محافظة الحديدة عندما أبطلت وحدات هندسية في القوات المشتركة مفعول عبوات ناسفة لمليشيا الحوثي في مسجد بقرية القضيبة بمديرية حيس.

وعثرت القوات المشتركة على العبوات الناسفة التي زرعتها المليشيات الإرهابية قبل دحرها، خلال مسح ميداني غرب المديرية، ونجحت في انتزاع أربع عبوات ناسفة، تزن عشرات الكيلوجرامات.

تضاف هذه الجريمة إلى سلسلة من الجرائم العديدة التي ارتكبها الحوثيون والتي أسفرت عن تدمير الكثير من المساجد في المناطق التي شهدت تفاقمًا لإرهاب المليشيات الحوثية المدعومة من إيران.

وتسعى المليشيات الحوثية من خلال هذا الإرهاب المسعور، إلى إحداث حالة من الترهيب لدى السكان لإجبارهم على ترك مناطقهم عملًا على ترك مناطقهم ومن ثم تستطيع المليشيات السيطرة على هذه المناطق.

كما أنّ المليشيات الحوثية تتبع آلية زرع القنابل والمتفجرات حتى في المناطق التي تنهزم فيها، وهو ما يعكس حجم الإرهاب المتفشي من المعسكر الحوثي، ويُظهر نواياها نحو العودة من جديد.

وتعمل مليشيا الحوثي بعد كل هزيمة عسكرية تتعرض لها على تدمير البنية التحتية، إذ تلجأ لتفخيخ الطرقات وتفجيرها بالعبوات الناسفة لاستهداف خصومها.

ففي محافظة الحديدة، أقدمت المليشيات الحوثية على تفجير شبكة الطرقات الواصلة إلى الحديدة، وذلك لشل حركة السكان وكذا حركة شاحنات الإغاثة والناقلات التجارية، بما يدفع نحو تأزيم الوضع المعيشي والأمني.

ففي هذا الإطار، فجّرت مليشيا الحوثي أكثر من ستة جسور متوسطة في مفترق طرق رئيسي يربط تعز والحديدة وإب، وذلك بعد ضغوط عسكرية وهزائم تعرضت لها هناك خلال الأيام القليلة الماضية.

أيضًا، فجّرت مليشيا الحوثي أكثر من عشرة عبارات مياه في خطوط الحديدة - تعز، والحديدة - إب (العدين)، وسقم في مديرية مقبنة، وجميعها تصل إلى مديرية حيس الواقعة أقصى الجنوب الشرقي من المحافظة الساحلية.

هذا الإرهاب الحوثي المتفاقم كبّد السكان كلفة باهظة للغاية، ويندرج في إطار سياسة التفخيخ الحوثية التي تضمنت العمل على زراعة أكثر من مليون لغم في مناطق شتى، عبر ما تعرف بـ"حدائق الموت".