جمهورية هادي والأحمر
صالح أبو عوذل
- عن الحوار السياسي بين قيادة الانتقالي و المقاومة الوطنية
- المجلس الانتقالي الجنوبي.. مشروع دولة أم حزب سياسي معارض؟
- الشرعية اليمنية والدرس المصري البليغ
- الإمارات .. حليفنا الصادق والوفي
شاهدت التسجيل المرئي لمواطن يمني وهو يذرف الدموع بقهر، يشكو لمن وصفه برئيس الجمهورية "الجوع والفقر وانقطاع المرتبات"، مع أني لم أدر أي جمهورية موجودة ورئيسها غير موجود ولا نائبه ولا حتى رئيس البرلمان والشورى والحمائم والصقور، باستثناء بعض الذباب الالكتروني.
الجميع يعاني من مجاعة غير مسبوقة، والبعض يسابق على استثمارها سياسيا، ليس ضد الحوثيين الذين تسببوا بهذه الحرب المدمرة، ولكن ضد المجلس الانتقالي الجنوبي الذي تأسس قبل ثلاث سنوات، وجاء نتيجة لسياسة الحرب الممنهجة المسلطة على الجنوب، وهي الحرب التي ألقت بظلالها على الجميع بما في ذلك اليمنيين الخاضعين لسلطة الأمر الواقعة التي يفرضها الحوثيون في شمال اليمن.
كل ما حدثت مشكلة في عدن خرج "الذباب الالكتروني"، للحديث عن غياب الدولة في عدن، لكن لم ندر أي دولة، هل دولة هادي في الرياض، أم دولة الأحمر وبن عبود الشريف في مأرب، ام دولة عبدالملك الحوثي ومهدي المشاط في صنعاء، أم دولة والخليفة العادل محمد صالح بن عديو في شبوة.
تعددت الجمهوريات والدول، لكن الذباب الالكتروني "هو ذاته لم يتعدد"، يتحرك الأحمر، فيذهب الذباب الى تعقب اثار خطواته، وشرح مميزات نخرته ونوع الكأس والفتة والمعصوبة التي يأكلها في الرياض، فيخرج الميسري "يكح على شاشة قناة الجزيرة"، فيذهبون الى شرح الرسائل السياسية التي عبرها عنها الميسري في "الحكة".
يرتدي بن عديو، النظارة السوداء فينجر الذباب الالكتروني مسرعاً إلى تحليل ان المشاريع التنموية يمكن ان تراها بالنظارة الشمسية، على عكس ما قال رئيس اليمن الراحل علي عبدالله صالح، بأن من لم يروا مشاريع الوحدة هم من يردون النظارات الشمسية، مع العلم ان مشاريع بن عديو التنموية هي مبان حكومية شيدتها حكومات محلية سابقة في عهد نظام علي عبدالله صالح.
خرج بن دغر ليهتف ان الوحدة اليمنية في خطر "من المجلس الانتقالي الجنوبي"، فخرج ذات الذباب الى القول "انه حان الوقت لتوحيد الجهود مع الحوثيين للدفاع عن الوحدة".
عبدالعزيز جباري المقرب من ذراع إيران في لبنان قال "حان الوقت لتشكيل تحالف يمني وطني من جميع الأطراف دون استثناء (مع الحوثيين)، للدفاع عن الوحدة اليمنية، فخرج الذباب الالكتروني يردد "هؤلاء انبياء منزلين للدفاع عن الوحدة اليمنية".
جزء من معاناة الناس والجوع الذي يضربه وجود اعلام منافق وكذاب، اعلام تحركه عناصر لا يهمها معاناة الشعب، والجوع والفقر والمرض الذي أنهك الجميع.
من العام الأول للحرب وحتى الخامس كان بن دغر رئيسا للحكومة ولكنه لم يعالج أي مشكلة اقتصادية، بل وان قرار اقالته كان بتهم الفساد ونهب المال العام.
ضرب الإرهاب عدن، وخرجت القيادات الأمنية لمناقشة المشاكل الأمنية، خرج الذباب الالكتروني للحديث عن "غياب الدولة"، وانه لو ان دولة هادي والأحمر موجودة في عدن، لما حدثت كل هذه المشاكل، وللأسف الشديد ان "البعض"، ينجر وراء هذا الذباب الالكتروني، مع إدراك الجميع ان كل هذه المشاكل جميعها دون استثناء معروف من المتسبب بها.
فإذا تحدثنا عن الاختلالات الأمنية فعدن هي الأفضل مقارنة ببقية المدن الجنوبية واليمنية الأخرى، ليس بدليل ان اغلب الذباب الالكتروني متواجد في عدن ويعيش بحرية وآمان، ولكن لأن مدينة سيئون التي لم تصلها الحرب وفيها يقيم وزير الداخلية وقادة الإخوان، يضرب فيها الإرهاب يومياً دون أي تحرك من وزير الداخلية الذي يتحدث عن مشاكل عدن غير مدرك ان المدينة التي اقترح عليه الاخوان الإقامة فيها تشهد اعمال عنف غير مسبوقة وبشكل يومي والضحية أبناء وادي حضرموت.
الذباب الالكتروني يتحدث عن انهيار العملة في عدن، وكأن بقية المدن الأخر الخاضعة لسيطرة جمهورية هادي والأحمر، فيها العملة مستقرة والاسعار فيها في متناول الجميع، ما هو الوضع الاقتصادي الموجود في عدن موجود في شبوة وسيئون والمهرة ومأرب وتعز وكل المدن.
والدولة التي تريدون حضورها في عدن "هي في الأساس موجودة"، وهي من تورد موارد شبوة ومأرب وتعز الى خزينة البنك المركزي في مأرب، وترفض الاعتراف بالبنك المركزي الرئيس في عدن.
عالجوا انهيار العملة في شبوة وسيئون وارونا "الدولة والجمهورية هناك"، حتى نشاهد نماذج جيدة للاستقرار ثم تحدثوا عن ضرورة وجود دولة هادي والأحمر في عدن بجيشها الجرار.
في النهاية لا يمكن لحكومة ورئاسة تعيش في الخارج وتتقاسم موارد شبوة والمهرة وحضرموت، فيما بينها ان تعالج أزمة اقتصادية، بما في ذلك شخص معين عبدالملك، الذي لم يستطع حتى الكشف عن أسباب حالة انهيار العملة مع انه هو جزء من الانهيار ان لم يكن أبرز الأسباب.