أراضي الجنوب رهن الاستيطان.. خطة الشرعية لاحتلال طويل الأمد

الثلاثاء 14 ديسمبر 2021 16:10:21
أراضي الجنوب "رهن الاستيطان".. خطة الشرعية لاحتلال طويل الأمد

يتعرض الجنوب، في أكثر من منطقة، لحرب استيطانية تشنها الشرعية الإخوانية تقوم على فرض سطوتها على أراضي الجنوب، في محاولة لإيجاد نفوذ متواصل لها ينخر في عظام الجنوب.

واستغلت الشرعية سلطتها القمعية في شبوة، بقيادة المحافظ المدعو محمد صالح بن عديو، في العمل على السطو على أراضي الجنوب، ضمن مخطط إخواني يستهدف بقاءً طويل الأمد في الجنوب من قِبل العناصر الشمالية.

ووظفت الشرعية سلطتها القمعية في السطو على الأراضي، وسط تغييب كامل لمنظومة دولة القانون، وغرس لبذور القهر الذي تشنه المليشيات الإخوانية الإرهابية، وتتوسع في بسط سيطرتها على الأراضي.

ضمن هذه الجرائم، استولت قيادات إخوانية في محافظة شبوة، على مخطط أراضٍ زراعية لـ"جدفره بن عيدان" في مدينة عتق.

يأتي هذا فيما كشف محمد بن فرج الخليفي مالك الأرض، عن مداهمة مليشيا الشرعية الإخوانية أرضه، وإجراء استحداثات للمرة الثانية.

وبحسب الخليفي، فقد استحدثت العناصر الإخوانية وثائق ملكية من السلطة المحلية الإخوانية، لتمكينها من الأرض دون وجه حق.

لا تمثّل هذه الجريمة استثناءً، لكنها تندرج في إطار حرب استيطانية كاملة يتعرض لها الجنوب، وهي اعتداءات لطالما نبَّه المجلس الانتقالي من مخاطرها، باعتبارها تستهدف ضرب الهوية الجنوبية بشكل كامل.

وتستهدف الشرعية الإخوانية من خلال هذه الجرائم إيجاد عناصر شمالية موالية لها، يتم تحريكها فيما بعد في إطار محاولة استهداف القضية الجنوبية سواء سياسيًّا أو أمنيًّا.

يرتبط هذا المخطط بإقدام الشرعية على إغراق الجنوب بمن يسميهم الإخوان "نازحين"، ويتم منحهم أوراقًا ثبوتية في الجنوب، ومن ثم تمليكهم أراضي وعقارات، بما يسحب منهم أي صفة نزوح، باعتبار أنّ هذه الصفة مرتبطة أساسًا بمن يعانون من أعباء إنسانية.

كما أنّ السطو على أراضي الجنوب مرتبط بحجم الفوضى الأمنية التي صنعتها الشرعية، وبالتالي فمن المنطقي أن تكون محافظة شبوة واحدة من أكثر المناطق التي تشهد مثل هذه الجرائم، بالنظر إلى تفاقم ظاهرة الفوضى الأمنية.

ومنذ زمن بعيد، وتحديدًا منذ 1994، يوظِّف خصوم الجنوب عملية السطو على الأراضي سلاحًا لفرض نفوذ أعداء الجنوب بالقوة، وقد استولى الشماليون بشكل متتالٍ على الكثير من أراضي وعقارات الجنوب بالقوة.

هذه الممارسات استهدفت في غايتها الأكبر، العمل على إخضاع الجنوب عبر غرس نفوذ خصومه على أراضيه، وهو ما يحمل خطورة كبيرة على مسار قضية الجنوب، في محاولة لعرقلة تحقيق حلم الشعب المتمثل في استعادة الدولة وفك الارتباط.