الهبّة الحضرمية تكشف فساد الشرعية.. نفط الجنوب إلى أين؟
تمثّل الهبّة الحضرمية التي تدافع عن نفط الجنوب من الاستيلاء عليه من قِبل الشرعية الإخوانية، أحد أهم التحركات الشعبية في التاريخ الحديث للجنوب.
حراك حضرموت المتواصل فضح حجم الفساد الذي ينخر في عظام الشرعية، ودرجة عدائها الموجه ضد الجنوب والذي يحمل أبعادًا بغيضة، ومدى إصرار المعسكر الإخواني على استنزاف ثروات الجنوب وإذلال وتركيع مواطنيه.
الهبة الحضرمية كشفت الكثير من الحقائق لعل أهمها أن النفوذ الإخواني المحتل للجنوب هدفه هو السيطرة على حقول وآبار النفط ونقلها من الجنوب إلى مناطق شمالية، ليتم بيعها سواء محليًّا أو حتى تهريبها للخارج عن شبكات عنقودية كونت ثروات ضخمة من وراء هذه الجرائم.
وتملك حضرموت العديد من الآبار النفطية صاحبة الإنتاج الضخم، بينها حوض المسيلة وقطاع 9 مالك، وقطاع غرب المكلا 41، وقطاع وادي عمد 82، وقطاع العين 72، وقطاع شمال المكلا 48، وقطاع الريان 57.
لا يقتصر الأمر على حضرموت، لكن محافظة شبوة هي الأخرى شاهدة على حرب إخوانية عاتية، تتضمن العمل على نهب هذه الثروة النفطية وتهريبها للخارج، في وقتٍ يؤكد فيه المواطنون الجنوبيون معاناتهم المتواصلة من نقص المشتقات النفطية ضمن حرب الخدمات القاسية التي يتعرض لها الجنوب.
كميات النفط الضخمة التي تُصادَر من شبوة وحضرموت تذهب عوائدها إلى القيادات الإخوانية النافذة في الرئاسة اليمنية، ضمن لوبي فساد ضخم يقوده الإرهابي علي محسن الأحمر، الذي وظّف رجاله في معاداة الجنوب ونهب ثرواته النفطية بشكل كبير.
تتعزّز هذه الجرائم الإخوانية بقبضة أمنية خانقة، ولعل هذا ما يفسر الإصرار الإخواني على وجود عناصر إرهابية تابعة لها في شبوة ووادي حضرموت، وذلك لضمان الاستمرار في عملية تهريب النفط لخارج الجنوب، علمًا بأن هذه العناصر الإرهابية منحتها الشرعية صبغة وهوية رسمية لتبرير وجودها وأنشطتها المشبوهة.
في الوقت نفسه، لعبت الشرعية على وتر اختلاق أزمات داخلية جنوبية وإثارة نهرات أمنية، ليس أقلها استقدام الحوثيين لشبوة وإغراق وادي حضرموت بالعناصر الإرهابية، وذلك لضمان بعثرة الأوراق جميعها ومن ثم التوسع في جرائم نهب الثروة النفطية من الجنوب.