الضربات المتبادلة بين الحوثيين والتحالف.. كيف تبدو معادلة الحرب؟
تمضي التطورات العسكرية نحو مسار شديد التعقيد، إزاء إصرار المليشيات الحوثية على التمادي في شن هجمات عدائية على أهداف مدنية في المملكة العربية السعودية، وهو ما يُقابل بتكثيف من قِبل التحالف العربي في الهجمات النوعية ضد المليشيات.
ففي الساعات الماضية، تمكّنت الدفاعات الجوية السعودية من تدمير طائرتين مسيرتين، أطلقتهما ميليشيا الحوثي، باتجاه مطار أبها جنوبي المملكة.
وحاولت ثلاث طائرات مسيرة، استهداف المسافرين في مطار أبها، حيث انطلقت من مطار صنعاء الدولي- الذي سيطرت عليه المليشيات منذ مدة قريبة، والذي أصبح مركزًا لانطلاق الهجمات على السعودية.
قبل هذا الهجوم، أعلن التحالف العربي إسقاط طائرة مسيرة أخرى أطلقتها المليشيات الحوثية من مطار صنعاء باتجاه خميس مشيط.
كما دمرت الدفاعات الجوية للتحالف العربي، طائرة بدون طيار "مسيرة مفخخة" أطلقتها مليشيا الحوثي الإرهابية لاستهداف مطار الملك عبدالله بجازان.
ردًا على التصعيد الحوثي، كثّف التحالف العربي من عملياته النوعية ضد الحوثيين، حيث تمكّن من تدمير مواقع لنشاط الطائرات المسيرة ومخازن أسلحة للمليشيات المدعومة من إيران، بينها ورشتان لتجميع وتفخيخ المسيرات في مديرية بني الحارث.
وشدد التحالف العربي على اتخاذه إجراءات وقائية لتجنيب المدنيين والأعيان المدنية أي أضرار جانبية خلال العمليات العسكرية.
عسكريًّا أيضًا، أعلن التحالف أمس الأحد تنفيذ 19 عملية أمنية استهدفت المليشيات الحوثية في مأرب، مؤكدا تدمير 14 آلية عسكرية وتكبيد الميليشيا خسائر بشرية تجاوزت 100 عنصر.
وأكد التحالف أن كافة الضربات الجوية تتوافق مع القانون الدولي الإنساني وقواعده العرفية لأهداف عسكرية مشروعة في صنعاء استجابة للتهديد، وذلك استجابةً للتهديد ضربات جوية لأهداف عسكرية مشروعة في صنعاء.
هذه الضربات المتبادلة التي تعبر عن سياسة الأخذ والرد، فرضت واقعًا جديدًا لمجريات الحرب الراهنة، وعكست على ما يبدو أنّ المليشيات الحوثية مُصرّة على التصعيد العسكري حتى الرمق الأخير.
عسكريًّا، يُقابل هذا التصعيد الحوثي المتواصل بضربات حازمة من قِبل التحالف، ما يعني أنّ المليشيات المدعومة من إيران تضع نفسها في بوتقة من الحصار العسكري الذي يُكبّدها خسائر ضخمة.
بينما على الصعيد السياسي، فهناك حاجة ماسة لأن تشهد الفترة المقبلة مزيدًا من الضغط السياسي على المليشيات المدعومة من إيران، لإجبارها على المضي قدمًا في مسار نحو تحقيق السلام.
هذا الضغط لا يبدو أنه سيحقق أثره طالما أنّ المليشيات الحوثية بقيت في مأمن بعيدًا عن العقوبات الدولية، ويرى محللون أن الضغط على المليشيات بكل الوسائل الممكنة بما في ذلك فرض العقوبات عليها سيكون خطوة فاعلة وناجزة في سبيل إلزام المليشيات للتوقف عن ممارساتها التي تطيل أمد الحرب.
وربما بات واضحًا أنّ المليشيات الحوثية تعمد إلى استفزاز التحالف العربي عبر هجمات عدائية ضد السعودية، في إعلان واضح وصريح بأنها لا ترغب في تحقيق السلام.
لا يعبّر هذا التوجه عن قوة حوثية أو انتصار للمليشيات بقدر ما يعكس أنّ هذا الفصيل يسعى على الأرجح لإحراج التحالف العربي ودفعه إلى وقف عملياته التي تصيب المليشيات في مقتل، كما أنّها تحرج المليشيات أمام أنصارها بعدما ادعت أن لها قوة قادرة على إنجاز شيء على الأرض.