مسؤول إيراني يعترف بأن بلاده سهلّت مرور منفذي هجمات 11 سبتمبر
اعترف معاون السلطة القضائية الإيرانية، محمد جواد لاريجاني، في تصريحات غير مسبوقة، أن إيران سهلت مرور عناصر القاعدة الذين نفذوا هجمات 11 سبتمبر 2001 في نيويورك. وكشف لاريجاني، خلال مقابلة مع التلفزيون الإيراني الرسمي، كانت قد بثت في مقابلة حصرية يوم 30 مايو 2018 وتداولها ناشطون عبر مواقع التواصل، عن تفاصيل علاقة النظام الإيراني بتنظيم القاعدة وكيفية إشراف مخابرات طهران على مرور واستقرار عناصر التنظيم في إيران.
كما أكد، في المقابلة التي ترجمت «العربية.نت» مقطعاً منها، أنه «جاء في تقرير لجنة هجمات 11 سبتمبر المطول، والتي ترأسها شخصيات مثل لي هاميلتون وغيره، ذكروا في صفحات 240 و241 أي في صفحتين أو ثلاث، استفسارات حول دور إيران في القضية، مشيرين إلى أن هناك مجموعة تقارير أفادت بأن عناصر القاعدة الذين كانوا يريدون الذهاب من السعودية وبلدان أخرى إلى أفغانستان أو أي مكان آخر، ودخلوا الأراضي الإيرانية برحلات جوية أو برية، طلبوا قرب الحدود من السلطات الإيرانية أن لا يتم ختم جوازات سفرهم لأنه إذا علمت الحكومة السعودية بمجيئنا إلى إيران ستقوم بمحاسبتنا».
وأضاف: «حكومتنا وافقت على عدم ختم جوازات سفر بعضهم، لأنهم عبروا بشكل رحلات (ترانزيت) لمدة ساعتين وكانوا يواصلون رحلتهم دون ختم جوازاتهم، لكن كل تحركاتهم كانت تحت إشراف المخابرات الإيرانية بشكل كامل».
وهاجم لاريجاني الولايات المتحدة لأنها اعتبرت هذه القضية دليلاً لتورط إيران في هجمات سبتمبر في نيويورك، وتغريمها بمليارات الدولارات، قائلاً إن «الأميركيين اتخذوا هذا كدليل على تعاون إيران مع القاعدة كما اعتبروا مرور طائرة من الأجواء الإيرانية وبداخلها أحد الطيارين المنفذ للهجمات وبجانبه قائد عسكري في حزب الله، بأنه يدل على تعاون مباشر مع القاعدة من خلال حزب الله اللبناني».
ومع هذا، أكد لاريجاني، الذي يرأس ما تسمى لجنة حقوق الإنسان في السلطة القضائية الإيرانية والمتهمة من قبل منظمات حقوقية دولية بالتغطية على انتهاكات حقوق الإنسان في إيران، أن أفراد القاعدة كانوا على اتصال دائم بوزارة مخابرات لنظام طهران واستخدموا إيران في رحلاتهم إلى أفغانستان أو سائر مناطق العالم.
ويذكر أن محكمة أميركية في نيويورك، قد أيدت حكماً مطلع العام الحالي يقضي بتغريم إيران لتورطها في التعاون مع القاعدة بهجمات 11 سبتمبر بـ10.7 مليار دولار.
وأصدرت المحكمة الأوروبية في لوكسمبورغ، قراراً بحجز مبلغ مليار و600 مليون دولار، من أموال البنك المركزي الإيراني في أوروبا، لصالح أهالي ضحايا هجمات سبتمبر أيضاً.
وكانت وثائق «أبوت أباد» التي حصلت عليها القوات الأميركية من مخبأ زعيم تنظيم القاعدة، أسامة بن لادن، لدى مقتله عام 2011 في باكستان، ونشرتها وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (CIA) في نوفمبر الماضي، قد كشفت تفاصيل جزء من علاقة إيران بتنظيم القاعدة.
ومن بين 470 ألفاً من الوثائق التي تم الحصول عليها من مخبأ بن لادن، خصصت 19 صفحة من هذا الأرشيف الكبير لعلاقات القاعدة البارزة مع الحكومة الإيرانية.
وأظهرت إحدى الوثائق أن عضواً بارزاً في تنظيم القاعدة أكد في رسالة أن إيران مستعدة لتوفير كل ما يحتاجه تنظيم القاعدة، بما في ذلك الأموال والأسلحة، ومعسكرات تدريب لحزب الله في لبنان مقابل أن تقوم الجماعة الإرهابية، بالهجوم على مصالح أميركا في المملكة العربية السعودية والخليج، وذلك بحسب تحقيق قام به كل من توماس جوسلين وبيل راجيف الباحثين في معهد الدفاع عن الديمقراطيات حول تفاصيل 19 صفحة المرتبطة بعلاقات تنظيم القاعدة وإيران، من وثائق أبوت أباد.
ووفقاً للوثيقة، فإن أجهزة المخابرات الإيرانية، في بعض الحالات، سهلت إصدار تأشيرات لعناصر القاعدة المكلفين بتنفيذ عمليات، وفي الوقت نفسه قامت بإيواء مجاميع أخرى.
وجاء في وثيقة أخرى أن أجهزة الاستخبارات الإيرانية وافقت على تزويد عملاء القاعدة بتأشيرات سفر وتسهيلات، وإيواء أعضاء آخرين في تنظيم القاعدة. وقد تم التفاوض على الاتفاق مع إيران من قبل أبو حفص الموريتاني، أحد أعضاء القاعدة المؤثرين، قبل هجمات 11 سبتمبر الإرهابية.
وكشفت تقارير محكمة نيويورك أن رمزي بن الشيبة، الذي وصفه تقرير لجنة الحادي عشر من سبتمبر بـ «المنسق» لهذه الهجمات، التقى مراراً وتكراراً بمحمد عطا، مختطف الطائرة، في الكثير من المدن الأوروبية في بداية 2001 ثم سافر إلى أفغانستان لتقديم تقرير متابعة من فريق العمليات إلى أسامة بن لادن ونائبه أيمن الظواهري. وكل هذا تم بتسهيل من السفارة الإيرانية في لندن ليحصل بعدها، بحسب مذكرة للاستخبارات الألمانية، على تأشيرة من السفارة الإيرانية في برلين، ليسافر إلى أمستردام ثم إلى إيران في 31 يناير 2001.
كما كشفت الوثائق أسماء لكبار الشخصيات في تنظيم القاعدة كانت بدايتهم في معسكرات «حزب الله» اللبناني وأهمهم سيف العدل، الذي أصبح لاحقاً الرجل الثالث في «القاعدة» وقائد التنظيم العسكري حيث تلقى أولى تدريباته على أيدي قادة إيرانيين في لبنان وإيران، وهو من أصدر الأوامر بتنفيذ تفجيرات الرياض عام 2003 من مقره في إيران.
وكان من ضمن الرسائل الـ113 التي كتبت بخط يد أسامة بن لادن، ورفعت المخابرات الأميركية السرية عنها في 16 مارس 2016 تتضمن «توجيهات في كيفية تعامل تنظيم القاعدة مع إيران، حيث ذكر بن لادن في الرسائل، أن إيران هي المسؤول الأول عن تنقلات رجالهم ودار سر معلوماتهم ورهائنهم، وأوصى بعدم تشكيل جبهات ضدها مما يؤكد قوة الروابط بين تنظيم القاعدة والنظام الإيراني».