كورونا ليس الرواية الوحيدة.. من أطلق الرصاصة الأخيرة على حسن إيرلو؟
الإرهابي المدعو حسن إيرلو
توفي السفير الإيراني لدى الحوثيين المدعو حسن إيرلو، بعد أيام قليلة من إعلان عودته إلى العاصمة طهران لظروف صحية، فيما تباينت الروايات بشأنه وفاته.
الرواية الرسمية أعلنتها وزارة الخارجية الإيرانية، على لسان المتحدث باسمها المدعو سعيد خطيب زادة، قائلًا إنّ سفير طهران في صنعاء حسن إيرلو قد توفي متأثرًا بإصابته بكورونا.
وأضاف زاده، أن إيرلو أصيب في مكان مهمته، وأشار إلى أنّه عاد إلى طهران في ظروف غير مواتية، ورغم كل خطوات العلاج إلا أنه توفي.
وغادر إيرلو قبل ثلاثة أيام مطار صنعاء الدولي على متن طائرة عسكرية عراقية بعد موافقة التحالف لأسباب إنسانية.
وشوهد السفير الإيراني أثناء مغادرته المطار بوضع صحي حرج للغاية، وتم نقله على سرير متنقل عبر سيارة إسعاف إلى داخل الطائرة.
رواية مغايرة صدرت عن المعارضة الإيرانية، التي قالت إنّ سفير طهران لدى الحوثيين تعرض للاغتيال، حسبما أوردته قناة العربية في نبأ عاجل لها.
تعزّزت هذه الرواية بقوة بما تمّ الكشف عنه مؤخرًا، من خلافات وقعت بين الحوثيين والسفير إيرلو، بعدما كان الأخير يُنظر إليه بأنه الحاكم الإيراني لدى المليشيات في صنعاء.
وكانت إيران قد أوفدت إيرلو في أكتوبر 2020، إلى صنعاء كسفير مفوض فوق العادة ومفوض للنظام الإيراني في اليمن، وقدم في 27 نوفمبر من العام نفسه أوراق اعتماده إلى الحوثيين.
وفيما كان يُنظر إلى الرجل باعتباره حاكم الحوثيين الفعلي، فقد تم الكشف قبل أيام من وفاته عن حدوث خلافات واسعة النطاق مع المليشيات، وأثيرت الكثير من التكهنات بأن سبب هذه الخلافات هو التصارع على النفوذ.
فقبل أيام، قالت صحيفة وول ستريت جورنال" الأمريكية إنّ مليشيا الحوثي طالبت بمغادرة حسن إيرلو صنعاء، في خطوة أشارت لوجود خلافات بين الحوثيين وطهران.
وقالت الصحيفة إنّ عضوا بالحرس الثوري الإيراني تم تهريبه إلى اليمن العام الماضي وتمت تسميته سفيرا بالمناطق الواقعة تحت سيطرة الحوثيين (تقصد إيرلو)، وأشارت إلى أنّ المليشيات تريد حسب مسؤولين من الشرق الأوسط وغربيين، إعادته إلى طهران.
حسن إيرلو كان منخرطًا بعمق في دعم الحوثيين في التخطيط لساحة المعركة، وزاد نفوذه في اليمن ليعزز رضوخ مليشيا الحوثي لطهران وتنفيذ أجندتها، لكن الرجل بات يمثّل عبئًا سياسيًّا على المليشيات التي عملت على تحجيمه.
تسارع وتيرة هذه الخلافات في الأيام الأخيرة لـ"إيرلو" تعني أنه من غير المستبعد أن يكون الرجل راح في عملية تصفية، بينما يكون الحديث عن وفاته بكورونا هو بمثابة "تخريجة" للمشهد الملتبس بالكثير من الأزمات.