مليونية المكلا تحبط مؤامرات الشرعية وترسخ هوية حضرموت الجنوبية
جاءت مليونية المكلا أمس السبت في توقيتها ومكانها المناسبين، إذ أنها دعمت الهبة الحضرمية الثانية وأكدت أنه لا تراجع عن مطالب أبناء المحافظة الذين انتفضوا بحثًا عن استعادة ثرواتهم ومواردهم المنهوبة، كما أنها قطعت الطريق على محاولات اختطاف هوية حضرموت التي حاولت الشرعية أن تتخذها معقلا بديلا لها بعد أن سلمت الجزء الأكبر من محافظة مأرب الشمالية للمليشيات الحوثية الإرهابية.
حققت المليونية أهداف عديدة على رأسها التأكيد على هوية حضرموت الجنوبية، ووقف أبناء المحافظة حائلا أمام جرائم تغيير الهوية الديموغرافية التي تتعرض لها بفعل عمليات النزوح السياسي التي تستمر بوتيرة سريعة منذ أن تقدمت المليشيات الحوثية في محافظة مأرب، وروجت الشرعية لشعارات إنسانية وراء دعمها عمليات النزوح في حين أن هدفها الأساسي كان يتمثل في تعزيز احتلال عناصرها للمحافظة الجنوبية.
تيقنت الشرعية بعد أن شاهدت الحشود الغفيرة تتوافد على المكلا أن احتلالها لن يطول وأن عناصرها سيواجهون الطرد والهزيمة عاجلا أم آجلا وهو ما دفعها لاتخاذ قرارات هدفت لتهدئة الشارع، لكن تلك القرارات كشفتها على حقيقتها وأدرك الجميع أن زيادة أسعار السلع والخدمات وتردي الأوضاع العامة بالمحافظة كان بالأساس صنيعة إخوانية هدفت لمعاقبة الأبرياء وسرقة مواردهم التي يجري تهريبها للمحافظات الشمالية والعناصر الإرهابية.
بثت المليونية الأخيرة الرعب في نفوس قوى الاحتلال اليمني لأنها عبرت عن حجم التكاتف بين المواطنين والمكونات القبلية والسياسية داخل المحافظة، وبدا أن هناك شبكة جنوبية تحيط بقوى الاحتلال بعد أن عمدت الشرعية طيلة الفترة الماضية على حصار المواطنين وإنهاكهم بالأزمات والمشكلات المعيشية، وهو ما من شأنه قلب موازين القوى داخل المحافظة إذ أضحت القوة الشعبية الجنوبية تمتلك اليد العليا وهو ما سيقود لطرد مليشيات الإخوان تحديدا مع بدء إعادة انتشار قوات النخبة الحضرمية.
يرى مراقبون أن مليونية المكلا تعد تطورا نوعيًا سيقود إلى تغيير في معادلة القوة بالجنوب، لأن الشرعية أضحت تخشى تكرار ما حدث في حضرموت على مدار الأيام الماضية، في الوقت الذي ارتفعت فيه معنويات أبناء الجنوب الذين باتوا يدركون أنهم اقتربوا كثيرا من تحقيق النصر عبر طرد الاحتلال اليمني واستعادة دولتهم كاملة السيادة.
طالب المتظاهرون في مليونية المكلا الداعمة للهبة الحضرمية الثانية، أمس السبت، الشرعية الإخوانية بإيقاف كافة عمليات النهب والإفساد، منددين بحرمان المحافظة من كل الخدمات، وشددا على ضرورة إبعاد مليشيات الشرعية الإخوانية عن مديريات وادي وصحراء حضرموت إلى الجبهات لمواجهة مليشيا الحوثي المدعومة من إيران في مأرب، ونوهوا بضرورة تمكين قوات النخبة الحضرمية من بسط الأمن في مختلف ربوع محافظة حضرموت.
كما طالب المتظاهرون خلال الفعالية الجماهيرية الضخمة، بتمكين أبناء حضرموت من إدارة شؤون المحافظة، وإنهاء هيمنة مليشيات الشرعية الإخوانية على عمليات الإنتاج النفطي في حضرموت وشبوة، وتخليص الجنوب من نفوذ قوى صنعاء، والتنظيمات الإرهابية المدفوعة من قيادات الشرعية الإخوانية.
ومن جانبها ثمنت الهيئة التنفيذية للمجلس الانتقالي الجنوبي في محافظة حضرموت، توافد الحشود الشعبية أمس السبت إلى ساحة الحرية بمدينة المكلا، تأييدًا للهبة الحضرمية الثانية وللمطالبة بتطبيق اتفاق الرياض.
وأكدت اصطفاف أبناء المحافظة، في وجه الفاسدين وناهبي خيرات الجنوب، مشددة على أن وعيهم بأن انتزاع حقوق حضرموت لن يتحقق إلا بمؤازرة إخوانهم الجنوبيين، ووصفت المليونية بأنها تجسد الروح الجنوبية، وتجذر الهوية الجنوبية في وجدان أبناء حضرموت، معبرة عن ارتياحها لإصرار المواطنين على النضال وفاء لدماء الشهداء، ولتصحيح مسار الهبة الأولى وأهدافها، بالتحرر من مليشيا الشرعية الإخوانية.