حرب نفسية شعواء قوامها الشائعات
رأي المشهد العربي
مع كل انتصار يخطوه الجنوب سياسيًّا أو عسكريًّا، ستظل الحرب النفسية التي تقوم على الشائعات وتضخيم المعلومات واحدة من أكثر صنوف الحرب التي يتعرض لها الجنوب من قبل الشرعية الإخوانية.
ودائمًا ما تكون العاصمة عدن، محل استهداف تشنه الشرعية الإخوانية عبر إطلاق قدر كبير وضخم من الشائعات لا سيّما افتعال وإثارة معلومات عن أحداث لم تقع من الأساس أو تضخيم أي شيء قد يحدث على الأرض ومحاولة إخراجه بعيدًا عن سياقه ومضمونه.
وجاء التعامل الإخواني الخبيث والمشبوه مع أحداث خورمكسر لتوثّق حجم الاستهداف الذي توجهه الشرعية للجنوب وتحديدًا العاصمة عدن، فهي قد عملت على ترويج قدر كبير من الشائعات في محاولة للقضاء على أي معالم للاستقرار في المحافظة على مدار الفترات الماضية.
إقدام الشرعية الإخوانية على هذه الممارسات يزداد ضخامة بالتحديد في الأوقات التي يكون فيه الجنوب متوهجًا بالانتصارات السياسية والعسكرية، ولعلّ المكاسب الأخيرة التي تحقّقت في شبوة قد زادت من حجم ارتباك الشرعية ما جعلها تبحث عن أي فرصة لاستهداف الجنوب.
حرب الشائعات التي تشنها الشرعية حاليًّا تحمل في الأساس بعدًا نفسيًّا، وهو تصوير الأمر للجنوبيين بأن أراضيهم وتحديدًا العاصمة عدن ليست آمنة، وأنه لا يوجد حضور لدولة القانون، وهو مخطط عدائي تحاول الشرعية إيجاده كمدخل للقضاء على فرص الاستقرار في العاصمة عدن.
ويبدو أن الشرعية تحاول توجيه تركيز الجنوب بعيدًا عن الجهود العسكرية، وذلك في مسعى من المليشيات الإخوانية لتخفيف الضغوط على حليفتها الحوثية في أعقاب الضغوط التي تشكلها عليها قوات العمالقة الجنوبية التي حقّقت نجاحات مذهلة ضد العدو الحوثي في الفترة الماضية.