تطلع جنوبي لشراكة دولية في مجابهة تداعيات الإرهاب الحوثي.. ما الدلالات؟
فرضت الألغام التي زرعتها المليشيات الحوثية في محافظة شبوة، تهديدات كبيرة يتوجب أن يشارك المجتمع الدولي في مواجهتها، لتأمين ملايين المواطنين الذين يحاصرهم هذا الخطر.
إقدام المليشيات الحوثية على زراعة الألغام في المناطق التي تخسرها وتنهار فيها أمرٌ دائم الحدوث من قِبل هذا الفصيل المدعوم من إيران، فأي منطقة تنهار فيها المليشيات فهي تعمل على إغراقها بكميات ضخمة من الألغام وذلك لعرقلة التقدم العسكري ضدها من جانب، وكذا النيل من المدنيين ووضعهم تحت دائرة الخطر والاستهداف الدائم.
حدث هذا السيناريو الدامي في محافظة شبوة وتحديدًا مديريات العين وبيحان وعسيلان التي تم تحريرها على يد قوات العمالقة الجنوبية، فردّت المليشيات الحوثية على ذلك بأن توسعت في إغراقها بكميات ضخمة من الألغام.
وفيما يبذل رجال العمالقة جهودًا دؤوبة في إطار تفكيك هذه الألغام الحوثية في أسرع وقت ممكن لحماية المواطنين من هذه التهديدات، فقد حث عوض الوزير محافظ شبوة، الدول الشقيقة على تقديم الدعم إلى المحافظة لتجاوز تداعيات عدوان مليشيا الحوثي الإرهابية على مديريات بيحان.
محافظ شبوة عقد لقاءً عبر الاتصال المرئي، مع السفير الفرنسي جان ماري صفا، وقد حثّ على توفير المساعدات الفنية لتطهير مديريات بيحان من ألغام المليشيا المدعومة من إيران، لضمان عودة الحياة إلى طبيعتها.
وفيما أشار إلى انتزاع آلاف الألغام الحوثية من بيحان، فقد أكّد أن المليشيات الإجرامية خلفت مشكلات ضخمة تهدد المجتمع والسكان.
الدعوة التي أطلقها محافظ شبوة تحمل أهمية كبيرة على عدة أصعدة في إطار مجابهة الإرهاب الحوثي المتفاقم، فمن جانب فهناك ضرورة ملحة لتفكيك هذه الألغام في أقرب وقت ممكن، بالنظر إلى حجم التهديد الذي يلاحق المواطنين.
في الوقت نفسه، فهذه الدعوة توثّق للمجتمع الدولي حجم الإرهاب الذي صعنته المليشيات الحوثية في الجنوب، وهذا الأمر يحمل أهمية فيما يخص الدفع نحو تصنيف المليشيات الحوثية تنظيمًا إرهابيًّا، وهو مطلب بات شديد الإلحاح كخطوة رئيسية على طريق لجم المليشيات ووضع حد لإرهابها الفتاك.
كما أنّ تحقيق الشراكة بين الجنوب والمجتمع الدولي في إطار مجابهة الإرهاب والحوثي وتداعياته تعضّد من وضع الجنوب على الصعيد الدولي، باعتباره طرفًا رئيسيًّا وفاعلًا وشريكًا لا غنى عنه في إطار كبح جماح الأخطار التي تمثلها المليشيات الحوثية.
هذه الشراكة التي تبحث عن تحقيق حياة آمنة للمواطنين ستنعكس آثارها بشكل سريع ومباشر عن المسار السياسي للقضية الجنوبية، التي يمكن القول إنها ستمضي في طريق قوي وناجز إذا ما تحققت السيطرة الأمنية وتخلّص الجنوب من التهديدات الأمنية أولًا.
كما أنّ الشراكة بين الجنوب والتحالف تنزل صعقًا على الشرعية الإخوانية، التي لا تبحث عن تهميش مستمر لكل مناطق الجنوب، وأن يبقى دومًا تحت التهديد، ويُستدل على ذلك بأنها هي من سلمت في الأساس مديريات شبوة للمليشيات الحوثية.