الدولة أساسها العدالة والعقاب

بكل أسف نقول مؤسف ما حدث في عاصمة الجنوب عدن، وبكل أسف نقول أن الأخطأ الصغيرة تكبر أن تم التغاضي عنها، وبكل أسف نقول أن هكذا تصرفات لا يجب أن تحدث مهما كان الأمر عظيمًا. لكننا نقولها بكل ثقة أننا لن نسمح بأن تذهب دماء الشهداء، وتضحيات الجرحى هبائًا منثورا، وسنتصدى لكل من يفكر في ذلك بكل قوة، بقصد كان أو بدون قصد، فلا مجال للنقاش، أو التفاوض في أرواح الشهداء، وتضحيات الجرحى. في كل العالم، لا تخلوا مدينة أو مؤسسة عسكرية أو حتى في قيادة أي دولة، من الاخطأ، وهذا منطق كان موجودًا منذ الأزل، وما زال، لكن ما يجعل دول تتقدم ودول تتأخر أن الدول التي تتقدم تقف عند أي خطأ يحدث، وتسعى لمعالجته، وتصحيحه، ومحاسبة مرتكبيه بحسب مستوى كل خطأ، أما الدول المتأخرة فتتغاضى عن أي خطأ، وتأجل معالجته إلى وقت لاحق حتى تحدث الكارثة، وتفلت الأمور فيصبح الندم لا جدوى منه إطلاقًا. المؤسف للغاية أن تكون هناك فئة معينة تصل ذروتها من الفرح والسرور إزاء حدوث مثل هكذا أخطأ أمنية إلى عنان السماء، وكأنهم حرروا القدس الشريف، ولم يعيروا أهتمام للخوف الذي أصاب الأهالي والسكان، فكل تفكيرهم كيف يصنعون مادة إعلامية دسمة ضد الجنوبيين، وضد القوات المسلحة الجنوبية، وضد المجلس الانتقالي الجنوبي، وباعتقادي أن هذا الأمر مرتبط بشكل مباشر بالهزائم التي لحقت بهم، فلا يجب أن نترك لهم المجال لصنع مواد إعلامية دسمة. ندرك جيدًا أننا نمر بمرحلة حرجة، ووضع معقد، وانقطاعات في كل سبل الحياة من انقطاع مرتبات، وتدهور عملة محلية، وحرب اقتصادية، وعسكرية وغيرها، لكن لا يجب أن نرضخ لكل تلك الأزمات والصعوبات، ونفعل أشياء تكون ناتجة عن هذه الظروف، ولنأخذ العبرة من مسيرة أعظم خلق الله، محمد بن عبد الله، صلوات ربي وسلامه عليه، الذي اعطانا منهجًا عظميًا في هذه الحياة.. فتريثوا في الافعال يا أولي الألباب. لا أحاول الدفاع عما حدث اليوم، أو تمريره، بل أحاول التطرق لنوافذ غفل عنها البعض، أما ما حدث اليوم فلا يجب أن يمر دون محاسبة كاملة، ودون أن ينال كل مخطى جزاه الكامل لما اقترفه.. العدالة مهمة، وقانون العقاب أساس العدالة، وبناء الدولة لا يكون إلا بالعدالة والعقاب.