حملات ذباب الإخوان.. خطة مشبوهة لصناعة بلبلة سياسية في حضرموت
بين حين وآخر، تتحرك عناصر إخوانية لإثارة حالة من البلبلة السياسية في الجنوب، عبر إثارة وطرح أفكار وأطروحات سياسية بعيدة ومناقضة لتطلعات الجنوبيين لكنها تستهدف في المقام الأول تشتيت الذهن الجنوبي ومحاولة تفتيت صفوفه.
أحدث الأطروحات التي تم ترويجها بقوة على مدار الأيام الماضية، تمثّل فيما أُسمِي "دولة حضرمية"، وذلك ضمن حملات ممنهجة ومنظمة، أدراتها عناصر إخوانية مقيمة في الخارج، تتبع عناصر بارزة مثل توكل كرمان وأنيس منصور ومختار الرحبي.
الحملات السياسية المشبوهة اعتمدت على محاولة إحداث بلبلة سياسية في الجنوب، تعمد إلى شق الصف الجنوبي، عبر إثارة مطلب لا ينادي به الجنوبيون من الأساس، فالمطالبة الشعبية هي استعادة دولة الجنوب الكاملة، بينما طرح ما أسموه "دولة حضرمية" هي محاولة لتشتيت الجنوبيين وإبعادهم عن الطريق الصحيح فيما يخص العمل على استعادة دولتهم.
اللافت في الحملات الإخوانية المشبوهة أنه يتم تنفيذها بمسميات جنوبية، وذلك في محاولة من قِبل حزب الإصلاح لإبعاد الشكوك عنه، والإدعاء بأنه لا علاقة لها بصناعة هذه البلبلة السياسية، وهو أمرٌ معتاد من قِبل الكتائب الإلكترونية التي تتبع تنظيم الإخوان، وتتبع هذه الحيل في استهدافها المتواصل ضد الجنوب.
الأكثر من ذلك، أن الحملات الإخوانية حاولت الالتفاف على الهبّة الحضرمية، فعلى الرغم من كونها تطالب بوقف سرقة نفط حضرموت من قِبل الشرعية الإخوانية وإزاحة قوات المنطقة العسكرية الأولى التي تتبع المليشيات الإخوانية، إلا أنّ حزب الإصلاح عمد في حملاته المشبوهة إلى الزعم بأنّ الهبّة تنادي بإنشاء دولة حضرمية.
سعى الإخوان من خلال هذه الحملات لتأليب الشعب الجنوبي على الهبّة الحضرمية، لا سيّما أنّها حقّقت زخمًا سياسيًّا وشعبيًّا متواصلًا منذ نحو ثلاثة أشهر، ولم تستطع الشرعية إخمادها سواء بإتباع سياسة التجاهل أو التهديد أو رسائل القمع بشكل أو بآخر.
إقدام الإخوان على استهداف حضرموت على وجه التحديد ومن خلال هذه الرسائل المشبوهة والحملات الشيطانية هي جزء من سياسات الشرعية الرامية إلى بسط احتلالها على النفط، والحيلولة دون تمكين المواطنين الجنوبيين من الحصول على حقوقهم من جانب وحتى لا تنعكس هذه الثروات على تحسين الوضع المعيشي.
أمّا محاولة سحب حضرموت من هويتها الجنوبية، فهي محاولة إخوانية لبعثرة الأوراق في الجنوب سياسيًّا وشعبيًّا، وكذا جر الجنوب وإشغاله في تجاذبات مصطنعة، تعرقل المضي قدمًا نحو تحقيق المزيد من الإنجازات السياسية على الأرض.
إقدام الإخوان على محاولة على سحب الهوية الجنوبية عن حضرموت في هذا التوقيت تضمّن ذلك التحريض على وضع تسوية سياسية لحضرموت مغايرة عن وضع دولة الجنوب المستقبل، وذلك في استهداف إخواني يرمي إلى تفتيت الجنوب مبكرًا، وحتى لا يكون قوة واحدة وشاملة تهدِّد الشرعية الإخوانية وأجندتها المشبوهة.
محاولات سحب الهوية تجلّت في مصطلحات تم ترديدها خلال هذه الحملات المشبوهة تلعب على وتر الانقسام والتحزب على الصعيدين السياسي والعسكري، فإذا كان من البديهي وجود قوة عسكرية في كل محافظة تتولى تأمينها فجميع هذه القوات تتبع الجنوب في نهاية المطاف، إذ تجمعها قيادة واحدة وتعمل تحت راية عمل مشترك.