مليونية حضرموت.. الجنوب يتحضر لإزاحة المنطقة العسكرية الأولى
يتهيئ الجنوب لـ"هبة شعبية جديدة"، سيكون عنوانها محافظة حضرموت التي بدأت تفوح نسائم التحرر من المليشيات الإخوانية التي لطالما عبّرت عن وجهها الإرهابي المعادي ضد الجنوب وشعبه.
فعندما يحين يوم السبت المقبل، ستكون الشرعية الإخوانية على موعد مع حصار شعبي جنوبي، عندما ينتفض ملايين المواطنين استجابة لدعوة المجلس الانتقالي، لإخراج قوات المنطقة العسكرية الأولى من حضرموت، ونشر قوات عسكرية جنوبية تتولى زمام تحقيق الأمن والاستقرار في كل ربوع المحافظة.
المجلس الانتقالي، ممثلًا في قيادته المحلية، أعلن مبكرًا مطالب المليونية التي يُتوقع أن من أكثر الفعاليات الشعبية الجنوبية زخمًا في مستوى المشاركة على الأرض، حيث صرّح سعيد المحمدي رئيس القيادة المحلية للمجلس الانتقالي الجنوبي هناك، بأن مليونية سيئون، ستطالب برحيل مليشيا الشرعية الإخوانية الموجودة في المنطقة العسكرية الأولى.
ودائمًا ما يكون الحراك الشعبي في حضرموت على وجه التحديد مميزًا، واللافت أنه دائمًا ما يكون باكورة نضال شعبي لا يتوقف في حدة المدة الزمنية التي يستغرقها التجمع الشعبي، وهذا يعني أنّ مليونية السبت في سيئون ستكون باكورة انتفاضة شعبية سلمية جنوبية.
ولعلّ الدافع الأكبر في الدعوة لهذا الحراك الشعبي السلمي هو النجاح الذي تحقّق في محافظة شبوة، عندما تمكّنت قوات العمالقة الجنوبية من دحر المليشيات الحوثية، حيث تيقن الجنوبيون أن أرضهم من السهولة بمكان أن تعود إليهم من خلال العمل النضالي الذي يهتف به الجميع بصوت الجنوب والمطالبة باستعادة دولته.
على الأرض، فإنّ المطلب الذي حدّدته المليونية وهو إخراج المليشيات الإخوانية يحمل أهمية كبيرة، لا سيّما أنّ وجود هذه العناصر المشبوهة مثّل تهديدًا صارخًا لأمن الجنوب، إذ تخرج من المنطقة العسكرية الأولى أعدادًا ضخمة من العناصر الإرهابية تجاه الجنوب، إلى جانب إشرافها على عمليات تهريب الأسلحة والمخدرات إلى المليشيات الحوثية الإرهابية.
مليونية السبت أيضًا ستعطي مزيدًا من الزخم للهبة الحضرمية القائمة منذ أسابيع، والتي تطالب أيضًا بإخراج قوات المنطقة العسكرية الأولى وتوجيهها لمقاتلة المليشيات الحوثية بدلًا من التخادم معها، وأن تتولى قوات جنوبية حضرمية تأمين المحافظة.
الأمر لا يتعلق بعلاقات التخادم مع المليشيات الحوثية وحسب، لكن هناك حاجة ملحة كذلك لإخراج المليشيات الإخوانية لدورها المشبوه في صناعة فوضى أمنية هناك، وقد كان لذلك آثار مدمرة على كل الأوضاع المعيشية في حضرموت.
ولا يبدو أن هناك الكثير من الخيارات في قبضة الشرعية الإخوانية، فهي إن اختارت قمع الفعاليات فقد يؤدي ذلك إلى خروج الأمر عن سيطرتها بشكل كبير، لا سيّما مع تزايد حالة الزخم والغضب الشعبي في مجابهة إرهابها الغاشم.
في الوقت نفسه، فإنّ الشرعية لن يكون بمقدورها تجاهل الحراك الشعبي على الأرض، لا سيّما بعدما شعرت بأنها طرف لم يعد يحظى بالثقة، وتزايدت حالة النفور والغضب من الممارسات التي يرتكبها حزب الإصلاح الإخواني الذي يقود أجندة مشبوهة، ستأتي على الشرعية بالانتكاسات.
وبين هذا وذاك، فقد حاولت الشرعية على ما يبدو استهداف هذا الحراك الشعبي مبكرًا، عبر محاولة إثارة بلبلة سياسية في حضرموت، تهدف بشكل واضح شق الصف الجنوبي، في تخوف واضح من الشرعية من أن تتزايد قوة الانتفاضة الشعبية في حضرموت، ومن ثم تنهار الأجندة الإخوانية المشبوهة الطامعة في ثروات حضرموت النفطية، والراغبة في التحكم في جبهة جغرافية شديدة للحيوية تتيح للشرعية سهولة التخادم مع الحوثيين.