انتهازية الإخوان.. رقصٌ على كل الحبال
تبرهن الممارسات التي تتبعها عناصر المليشيات الإخوانية الإرهابية أنها عبارة عن فصيل انتهازي لا يشغله إلى الوصول للسلطة أو التقرب ممن على رأس هرمها، في مسعى لتحقيق أهداف ومصالح التنظيم.
وعكست الحالة اليمنية، منذء نشوء حزب الإصلاح وظهوره للواجهة، كيف أنّه يتعامل بانتهازية صارخة، تجعله يلهث وراء مصالحه، وهي سياسات دائمًا ما خلّفت آثار خطيرة على الصعيد السياسي والمجتمعي.
انتهازية الإخوان تقوم كذلك على مبدأ الابتزاز، وقد اتبع الفصيل الإخواني هذا الأمر في تعامله مع معطيات الحرب، وكذا في علاقته مع التحالف العربي، فبشكل غير معلن وضع حزب الإصلاح معادلة صارخة تقوم على التخادم مع الحوثيين بحثًا عن احتلال الجنوب، ورسّخ في هذا الجانب فكرة الابتزاز السياسي والعسكري بشكل كبير.
واتبعت الشرعية الإخوانية مراوغات عديدة في علاقتها بالتحالف، إذ تحصّلت على دعم كبير بعدما ادعت أنّ شعارها وهدفها هي محاربة المليشيات الحوثية، فحصلت على كل ما حصلت عليه، دون أن تقدم شيئًا لهذه الحرب، لكنها كانت سببًا رئيسيًّا في الانتكاسات الميدانية.
واستدعى الإخوان حضورًا لدول إقليمية للتداخل في الملف اليمني ضمن هذه الممارسات الابتزازية، وتحديدًا دولة تركيا التي تعيل الكثير من القيادات الإخوانية، وتوفر لهم حاضنة لابتزاز التحالف العربي سواء سياسيًّا أو عسكريًا.
حدث هذا الابتزاز مثلًا عندما استحضرت الشرعية الإخوانية نفوذًا من قِبل عملاء الاستخبارات التركية عبر منافذ محافظة المهرة تحت غطاء هيئة الإغاثة الإنسانية، إلى جانب تأجيج الخطاب السياسي والإعلامي المعادي للتحالف العربي عبر قنوات تصدر من إسطنبول.
ولا يُنسى لحزب الإصلاح في عام 2004، موقف السياسي الذي كان داعمًا للمليشيات الحوثية بشكل معلن، ويرى أن هذا الفصيل تعرّض للظلم بل وكان يعتبر أنّهم أصحاب قضية يصفها بالعادلة، قبل أن يعود في سنوات لاحقة ليعبر عن انتهازية مشبوهة ليعلن عن موقف مغاير، حتى وإن كان غير حقيقي، وهو إعلان العداء المزعوم ضد المليشيات لتحقيق مكاسب سياسية.
وفي السنوات القليلة الماضية، كان الأمر أكثر فجاجة، إذ يوظّف الإصلاح منابره السياسية والإعلامية لمحاولة إظهار الهجوم والعداء للمليشيات الحوثية، بينما في واقع الحال يحتفظ بقدر من العلاقة مع المليشيات لضمان الحصول على مكاسب سياسية.
يعني ذلك بوضوح أن أي خطوة قد يُقدم حزب الإصلاح على اتخاذها يجب أن تُقرأ على أنها لتحقيق مصالحه المشبوهة، ولذا يُلاحظ من سياسات الإخوان الرقص على كل الحبال ضمانًا لتحقيق وتنفيذ أكبر قدر من بنود الأجندة الإخوانية المشبوهة.
وفيما تعتبر الانتهازية التي يتبعها الإخوان سببًا مباشرًا في تؤزم الوضع السياسي عبر إتباع سياسة خلط الأوراق، فقد أدّى الأمر كذلك إلى تأخُّر حسم الحرب على المليشيات الحوثية، وبالتالي فإنّ الخطوة الأولى في مسار ضبط هذا الإعوجاج هي تلجيم وتحجيم نفوذ حزب الإصلاح في أقرب وقت ممكن.