اعتراف البركاني بتعمد الشرعية تعطيل اتفاق الرياض.. ما دلالاته؟
لا تزال أصداء تسريبات المدعو سلطان البركاني، خلال لقاء مع أفراد الجالية اليمنية في نيويورك، تلقي بظلالها، بعدما تضمّنت اعترافًا بأن الشرعية تتعمد تعطيل اتفاق الرياض.
البركاني قال في تصريح، إن الشرعية الإخوانية ترفض إخلاء المنطقة العسكرية الأولى من وادي حضرموت، بما يمثّل تعمدًا لعرقلة تنفيذ اتفاق الرياض.
اعتراف البركاني الذي لا يبدو أن الشرعية تستطيع نفيه بالنظر إلى مجريات الأمور على الأرض، فهي ترفض إخلاء المنطقة العسكرية الأولى المتمركز فيها الكثير من العناصر الإرهابية التي كان من المفترض أن تتوجه إلى المناطق الخاضعة لسيطرة المليشيات الحوثية لمقاتلها.
تمسّك الشرعية الإخوانية باستمرار وجود مسلحيها في محافظة حضرموت، بمثابة إعلان من قِبل الشرعية الإخوانية بأنها لن تتوقف عن توجيه إرهابها ضد الجنوب، لا سيّما أن قوات المنطقة العسكرية الأولى تملك باعًا طويلة في ارتكاب أبشع صنوف الاعتداءات على الجنوبيين.
وجود قوات العسكرية الأولى في حضرموت يمثّل عملًا استفزازيًّا من قِبل الشرعية الإخوانية ضد الجنوب، وهذا الأمر يمثّل إعلانًا من قِبل الشرعية بأنها لن ستواصل العمل على إفشال اتفاق الرياض، امتدادًا لسياساتها العدائية ضد الجنوب والتحالف العربي على حد سواء.
وبات تعامل الشرعية مع اتفاق الرياض ليس إلا وسيلة للاستهلاك السياسي والإعلامي ليس أكثر، فقياداتها دائمًا ما تُطلق تصريحات تدعي فيها دعمها وتأييدها لاتفاق الرياض وتزعم حرصها على تنفيذه، بينما هي في واقع الحال تتآمر على مسار اتفاق الرياض وتتعمد تعطيله وعرقلته.
الأكثر من ذلك أن تصريح البركاني يحمل دلالة كبيرة على أنّ الشرعية الإخوانية تعتبر مجرد وجود الجنوبيين على أراضيهم مصدر خطر على مشروعها التآمري، فالرجل قال إنّ تسلم الجنوب لهذه المنطقة (وهي أرضهم للمفارقة) يظل أمرًا مُهدّدًا للشرعية بشكل كبير.
يعني ذلك بوضوح أن الشرعية تعتبر الجنوب هو العدو الذي تواجهه، وليس المليشيات الحوثية التي سطت على أراضي اليمن، وتلك الحقيقة يفسرها محللون بأن الشرعية لا تحمل مبادئ وطنية بقدر ما تسعى لتحقيق مصالحها دون غيرها.