السيطرة على الاشتباكات القبلية.. العمالقة تغرس بذور الاستقرار في شبوة
أظهر تعامل قوات العمالقة الجنوبية مع اشتباكات قبلية وقعت في شبوة، حجم التغيير الذي حدث المحافظة بعد تطهيرها من مليشيا الشرعية الإخوانية وحليفتها الحوثية الإرهابية.
الحديث عن اشتباكات مسلحة وقعت في محافظة شبوة، قبلية بين قبيلتي آل عديو وآل ناجعة لقموش، وهي الاشتباكات التي كانت دائمًا ما تغذيها المليشيات الإخوانية خلال فترة سطوتها على المحافظة، وتحديدًا عندما كان المدعو محمد صالح بن عديو على رأس السلطة.
سريعًا تدخلت قوات العمالقة الجنوبية على الأرض، حيث انتشرت آليات عسكرية في منطقة الخبر الواقعة بمديرية حبان، في محاولة لاستعادة الأمن والهدوء، وإيقاف الاقتتال القبلي.
وقالت مصادر محلية إن قوات العمالقة الجنوبية نجحت في التوصل إلى وقف لإطلاق النار بين الطرفين بشكل كامل.
سيطرة قوات العمالقة الجنوبية على الأوضاع في شبوة تعكس أن المرحلة تدخل حقبة جديدة ومختلفة من الاستقرار، عبر الجهود التي تبذلها القوات الجنوبية، وهو ما يعكس أنّ وجود الاحتلال اليمني كان سببًا رئيسيًّا ومباشرًا في تفاقم الاختلالات الأمنية على الأرض.
نسائم الاستقرار الأمني التي تفرضها القوات الجنوبية في شبوة جعلتها نموذجًا يحتذى به بل وبات مطلوبًا وبقوة في سائر أرجاء الجنوب، عبر إزاحة أي وجود للمليشيات الإخوانية على الأرض بما يدفع نحو استقرار سريع للأوضاع الأمنية في الجنوب بشكل كامل.
أهمية المضي قدمًا نحو تحقيق خطوة كهذه تعود بدرجة رئيسية إلى أنّ الاستقرار السياسي لا يمكن أن يتحقق في الجنوب من دون أن يتم القضاء على أي اختلالات أمنية، وهذا الأمر يتطلب إزاحة كاملة وشاملة لأي وجود إخواني في الجنوب.
فهذا الوجود الإخواني دائمًا ما شكّل سببًا رئيسيًا في إثارة النعرات الأمنية في مناطق الجنوب المختلفة، إذ دائمًا ما أهملت هذه القوات أي اشتباكات بل عملت على تغذيتها وقد دفعت محافظة شبوة ثمنًا كبيرًا في هذا الإطار، ارتباطًا بحجم المساعي الإخوانية نحو ضمان الاستحواذ على ثروات شبوة النفطية.
الشرعية تلجأ إلى هذا السلاح لاستخدام ذريعة "الفوضى الأمنية" من أجل ضمان بقائها في الجنوب لاحتلال أراضيه، مقابل ترك أراضيه للمليشيات الحوثية تسيطر عليها دون أن تنخرط في مواجهة حقيقية وفعلية ضد المليشيات المدعومة من إيران.
كما أن لجوء الشرعية إلى إثارة الفوضى الأمنية وتغذية الصراعات القبلية مرتبط أيضًا بفشل مؤامرتها ضد شبوة، فهي في كل مرة تحاول فرض سيطرة أمنية كاملة على أرجائها دائمًا ما كانت تصطدم بمقاومة جنوبية حاسمة تكبد الشرعية خسائر ضخمة، سواء عبر الجهود الأمنية والعسكرية أو التحركات الشعبية أو الاستراتيجيات السياسية على يد المجلس الانتقالي الجنوبي، فجميع هذه الجهود أعادت شبوة إلى حضن الجنوب من جديد، بعدما تعرّضت للعدوان الإخواني بصور مختلفة وفي توقيتات عديدة.