استشهاد فضل النقيب.. حزن جنوبي على البطل الهُمام

الخميس 10 مارس 2022 22:15:36
استشهاد فضل النقيب.. حزن جنوبي على "البطل الهُمام"

خلّف استشهاد العميد طيار فضل النقيب رئيس عمليات اللواء الثاني مشاة، الذي ارتقى وهو يؤدي واجبه الوطني في مواجهة جحافل مليشيا الحوثي في جبهة الجب شمالي الضالع، حزنًا جنوبيًّا عارمًا عبّرت عنه القيادة الجنوبية بدءًا من الرئيس عيدروس الزُبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي.

الشهيد النقيب ارتقى خلال تمكن القوات المسلحة الجنوبية من كسر هجوم واسع شنته المليشيات الحوثية الإرهابية المدعومة من إيران، في جبهات الضالع.

القوات الجنوبية قدّمت عددًا من الشهداء الذين ارتقوا في سبيل الدفاع عن الوطن في مختلف الجبهات المستعرة بنيران الإرهاب، سواء ذلك الإرهاب الذي شكلته المليشيات الحوثية أو حليفتها الإخوانية، وقد جسّدت ملاحم الضالع التي ارتقى فيها ومنها الشهيد النقيب حالة فريدة إذ لا تزال المحافظة عصية على السقوط في قبضة المليشيات المارقة التي توظّف آلتها العسكرية الغاشمة صوب محاولة إسقاط المحافظة.

هذه التضحيات المقدرة التي يُسطرها الجنوبيون في الميادين تظل نبراسًا تمضي عليه الأجيال تشبثًا بحق استعادة الدولة والعبور بقضية الجنوب العادلة من أعماق الاستهداف إلى مرحلة جديدة من الاستقرار وإجهاض أي مساعٍ للنيل من الجنوب وإحراقه بنيران الفوضى والإرهاب.

الرئيس الزُبيدي أرسل برقية عزاء ومواساة إلى أسرة الشهيد، عبّر فيها عن بالغ الأسى والحزن برحيل واحد من أشجع وأنبل القيادات العسكرية في القوات المسلحة الجنوبية والذي تقلد مناصب عدة كان ’خرها ركن عمليات اللواء الثاني مشاة.

وشدد الرئيس الزُبيدي على أنّ هذا الرحيل المبكر للنقيب خسارة للقوات الجنوبية فقد كان قائدا عسكريا مخلصا عرفته ميادين الشرف والبطولة بثباته وصلابته وحنكته القيادية.

كما حرصت القيادة المحلية للمجلس الانتقالي الجنوبي بمديرية جحاف، على نعي العميد طيار فضل النقيب، وقال العقيد عبدالناصر محمد علي الطبقي رئيس القيادة المحلية للمجلس الانتقالي الجنوبي مديرية جحاف: "بحزن عميق وألم شديد، تلقينا في القيادة المحلية للمجلس الانتقالي الجنوبي مديرية جحاف فاجعة رحيل الشهيد المناضل طيار/ فضل علي محمد عمر الجحافي أركان اللواء الثاني مُشاه والقيادي البارز في الثورة التحررية الجنوبية".

وأضاف أن رحيل النقيب يمثل خسارة كبيرة للشعب الجنوبي كافه، ولقيادته السياسية، لِمّا كان يتحلى فيه الفقيد من الصفات والسمات الثورية والوطنية النادرة، وكذلك الثبات بالمبادى والقيم النبيلة وإلاخلاص بالعمل، مشيرًا إلى أنّ الراحل كان من أبرز المناضلين الذي عرفته ميادين وساحات النضال منذُ بداية انطلاق الثورة السلمية الجنوبية، وكان من الثوار الصادقين في المواقف، صورةً واخلاقاً وحلماً بوطن حُرّ وآمن ومستقل .

وتابع: "لقد عرفناه رجلاً وطنياً تعمق وتخلد حب الوطن في قلبه وعمل لأجله حتى آخر يوم من حياته،وكان مثالاً يـُقتدى به، ومثالاً تعلمنا منه الكثير، فكان مدرسةً بحد ذاتها بالاخلاق والوطنية والنضال".

كما بعث اللواء الركن أحمد سعيد بن بريك رئيس الجمعية الوطنية للمجلس الانتقالي الجنوبي برقية عزاء ومواساة في استشهاد العميد النقيب، وقال إنّ الشهيد يُعد من القادة المخلصين، وبرحيله خسر الجنوب أبرز قاداته وأشجعهم.

وأعرب رئيس الجمعية الوطنية، في برقيته عن بالغ تعازيه وعظيم مواساته إلى أولاد وإخوان الشهيد وآل النقيب كافة ومشاطرته لهم أحزانهم بهذا المصاب الأليم، وابتهل إلى المولى عز وجل أن يتغمد الشهيد بواسع رحمته ورضوانه ويسكنه الفردوس الأعلى من الجنة، وأن يلهم أهله وذويه الصبر والسلوان.

موجة الحزن في الجنوب على ارتقاء الشهيد النقيب امتدت إلى مواقع التواصل الاجتماعي التي تحولت إلى منصات لتقديم واجب العزاء في القائد الراحل، والتأكيد على حجم الخسارة التي تكبدها الجنوب برحيله، باعتباره كان أحد أشجع القيادات العسكرية التي صنعت في الفارق على الصعيد الميداني على مدار الفترات الماضية.

أسرة الشهيد النقيب، قررت تشييع جثمان الشهيد صباح غدٍ الجمعة من مستشفى النصر بالضالع إلى مسقط رأسه في قرية المصنعة جحاف، على أن يكون حضور المشاركين الساعة الثامنة والنصف صباحاً، وينطلق موكب التشييع في تمام الساعة التاسعة صباحًا، ودعت أبناء الضالع الحضور ومن أراد من الجنوبيين في موكب التشييع.

هذه الدعوة تعني أن مراسم التشييع ستكون بمثابة فعالية شعبية ملحمية تخلط البطولات التي تسطرها القوات المسلحة الجنوبية، ويعبر الشعب من خلال ذلك عن تقديره الكامل لهذه التضحيات التي تجسد ملاحم من أجل استعادة الدولة وفك الارتباط.