عفواً فخامة الرئيس أنت تكذب !

* تضغط على المرء كوابح الحيرة والتردد لمجرد أن يفكر بأن يقول لرئيسه : ( عفواً أنت تكذب ) ، فالأمر صادم حقا ، وربما يدخل في نطاق المحظور ايضا ، ولأنّ الكذب وفق توصيفه بمعاييرنا الإنسانية والأخلاقية مذموم فعلاً ، لكن ماذا عندما يكون الرجل - فخامته - قد كذب فعلا وبفضاضة ايضاً ؟ * يوم الخميس 3مارس الجاري ، إلتقى فخامته في الرياض بمن كناهم بالأحزاب والقوى السياسية ، وكلنا يعرف أنها مجرد قيادات وحسب ، ولاوجود فعلي لأحزاب فاعلة ومتواصلة ولها قاعدة جماهيرية ومقرّات وخلافه ، ويشذٌ عنها حزب الإصلاح ( جناح إخوان اليمن ) والكيانات التي خرجت من عباءته ، وايضا المجلس الإنتقالي الجنوبي الذي لا أظنه حضر اللقاء . * في اللقاء الذي لخّصت صحيفة الأيام الغرّاء موجزاً له في عدد 5مارس الجاري ، فقد تحدّث فخامته زوراً عن هذه الأحزاب التي عدّها جزءاً أصيلاً من مكونات الدولة ومنظومة الحكم ، وأنها قاعدة مجتمعية يُعتدٌ بها .. إلخ ، والشارع كله يعرف أن هذا منافٍ للحقيقة تماماً . * وعن مشاركتها في المؤتمر الوطني للحوار ، وهذا جائز بالنسبة لقيادات هذه المكونات الكرتونية ، لكن الأكثر كذباً عندما أكّد أنّ هذا المؤتمر مثّل ( كلٌ ) شرائح المجتمع وقواه السياسية ، وهذا مخالف للحقيقة تماماً بالنسبة لتمثيل جنوبنا وقضيته المشروعة ، فقد جيئ بمجاميع جنوبية تمثّل وتميلُ الى نفس رؤية السلطة ونافذيها اللصوص ، ويمكن أفراداً جنوبيون وطنيون لايتجاوزن أصابع اليد الواحدة ، وهؤلاء ماذا سيفعلون إزاء حشود من جاءت بهم السلطة ؟ وبعد ذلك كانت المخرجات التي تمثل رؤية السلطة ونافذيها ، فأين هو جنوبنا وقضيته المشروعة في هذا المؤتمر ؟ * مع كل أوضاعنا المنهارة ، وبينها الدولة الفاشلة تماماً ، تحدّث فخامته عن الدولة الحديثة ، أو دولة العدل والمساواة والحكم الرشيد .. إلخ كما قال نصاً ، ولكن كلنا نعرف تماماً بأننا في ظلّ دولة طغيان ونافذين لصوص في رأس السلطة ، وهم ينهبوا كل ثروات البلاد وإمكانياتها ، وإنعكاسات ذلك حيّة في الشارع يشهد بها جوع الشعب وفقره في مناطقنا المحرّرة ، أي أنّ الحديث عن الدولة العادلة حديث هُراء وكذب وزيف . * أمّا المضحك هو حديثه نصّاً عن البطولات والبسالة التي إجترحها الجيش الوطني للسلطة ، أو التي سطرها في ملاحم بطولية مشرفة في مختلف خطوط التّماس كما قال ، وهو حديث يثير الضحك بأعلى درجاته حقاً ، لأنّ الواقع يتحدث عن حرب 8سنوات كذب ، بل وليس فيها إلّا ألإنسحابات وألإستسلامات بالعتاد ، كما لم يُحرّر حتى شبرٍ واحد محتل ، والحقيقي أنه ليس ثمة من مقاتلين إستبسلوا وضحوا إلا مقاتلي جنوبنا وحسب ، وٱخر الشواهد في شبوة . * سيادة الرئيس ، الحديث الإنشائي المتبجّح والممجوج إعتدنا سماعه بقرفٍ في المناسبات الوطنية ، واليوم وضعنا كارثيٌ ، ولامجال لهذا الهُراء ، وايضاً مع مكونات زائفة وغير موجودة ، والشارع يعرف هذه الحقائق ، ويعرف أن الجنوب جنوب والشمال شمال ، ويعرف أنه لاوجود إلّا للإنتقالي والإخوان وحسب ، والأخيرين هم في كل مفاصل البلاد بما فيها في دائرة سلطاتك ومفاصل قراراتها ايضاً ، أليس كذلك ؟!