المبعوثون ومسلسل المشاورات التي لا تنتهي !

مر من الوقت حتى الآن سبع سنوات ومسلسل المشاورات التي قام ويقوم بها المبعوثين الدوليين الأربعة وأخرهم هانز غرودبرغ؛ ومازالت نفس لعبة المشاورات المتعددة مع الأطراف المعنية المباشرة أو غير المباشرة مستمرة دون توقف؛ ( بحثا ) عن السلام المفقود الذي نعتقد بأنه لن يأتي عبر هكذا وسيلة كما هو واضح؛ وأصبحت مجرد منصة لإثبات حضور الأمم المتحدة في الأزمة؛ ولتثبت بأنها حريصة على الإستماع لوجهة نظر كل الأطراف؛ غير أن الحقيقة تثبت وبصورة جلية بأنها عاجزة عن فرض أية حلول ممكنة خارج إرادة الكبار وبدون تفاهم وتوافق الأطراف المنخرطة بالحرب بشكل مباشر أو غير مباشر داخلية كانت أم خارجية . والمؤسف بأن أطراف وفعاليات وأحزاب وقوى سياسية ومنظمات مجتمع ( مدني ) بل وحتى أشخاص هامشيون لا وزن لهم؛ يهرولون جميعا دون تردد لحضور أية فعالية ( تشاورية ) يدعو لها ممثل الأمم المتحدة بشأن الوضع في اليمن؛ مع إدراك الجميع تقريبا بأن الأمر لا يعدو بكونه شكلا من أشكال العلاقات العامة التي لا تقدم ولا تؤخر؛ وإذا هناك من فائدة ما فهي لصالح من يبحثون عن معلومات ومعطيات قد تستفيد منها جهات معينة داخل الأمم المتحدة أو خارجها؛ ومع ذلك فالجميع يحضر ويكرر حضوره في كل مرة ليثبت بأنه ( مهم ) وله ( دوره ) وكأنهم ( لاعبون رئيسيون ) في مجرى الحرب والأزمة ولهم ( رأيهم ورؤيتهم !) وهي حالة تجسد وضع الإفلاس والبؤس السياسي الذي يعكس الواقع المعاش الذي تتحكم بقواعد حركته وفعل التغيير فيه قوى خارجية إقليمية ودولية؛ وهي صاحبة القرار الأول والأخير المتحكم والحاسم في أية تسوية؛ ويصبح المهرولون ومعهم أصحاب النوايا الطيبة والمبادرات المختلفة مجرد باحثون عن الأضواء ولفت الإنتباه إليهم وكأن لسان حالهم يقول : نحن هنا فلا تنسونا !! ونعتقد بأن مشاورات عمّان الحالية وما يروج لأهميتها وبحضور أكثر من مئة شخص تمت دعوتهم لحضورها؛ لن تختلف عما سبقها ولن تكون الأخيرة أيضا في سلسلة المشاورات طالما ووظيفة الأمم المتحدة تنحصر سياسيا في هذا الإطار؛ والمؤسف والمحزن بأن يتجاهل المشاركون هذه الحقيقة ويكتفون بتسجيل حضورهم وليس مهما عندهم النتائج كما يبدو .